الخدمة المسيحية
الخدمة المسيحية
" يَا ابْنِي، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي."
(متى 28:21)
تتضمن آية موضوعنا خمس كلمات مهمات وهذه الكلمات تُبرز أمامنا خمس وجهات حيوية للخدمة التي دُعينا إليها. فلنتفحّص هذه الكلمات الخمس، كلاً منها على حدة، ولنرَ ما تحتوي في ما يختص بالخدمة المسيحية.
الكلمة الأولى:
"يا ابني"
وهي تظهر أساس الخدمة المسيحية.
إن أساس كل خدمة مسيحية يجب أن يرتكز على أساس العلاقة المباشرة بالله. يجب أن يولد الإنسان أولاً في عائلة الله ويصبح من أهل بيته وبعد ذلك يخدمه. من المؤسف أن كثيرين يخدمون الله ولكنهم ليسوا من أولاده، لأنهم لم يولدوا ثانية، الولادة التي تؤهلهم لأن يصيروا أولاد الله ومن أهله. يجب أن تسبق البنوية الخدمة. نولد من الله أولاً ثم نخدمه. فهو لا يريد أن يستأجر عبيداً لكنه يريد أن يستخدم بنين.
الكلمة الثانية:
"اذهب"
وهي تُظهر سلطان الخدمة المسيحية.
إن سلطان المؤمن في الخدمة إن كان من على المنبر أو في الشارع أو في المصنع، يتأسس على هذه الكلمة "اذهب". فسلطاننا مستمدّ ممن أرسَلَنا. ولا سلطان لنا لو لم نُرسَل من الله لخدمته. ولقد كرّس المسيح سلطان الدعوة للخدمة بقوله:
"دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ"
(متى 18:28و19).
إن ما يدفع المؤمن إلى الخدمة هو سلطان كلمة "اذهب" التي فاه بها الرب يسوع.
الكلمة الثالثة:
"اليوم"
وهي تُظهر وقت الخدمة المسيحية.
كثيراً ما نتغنى بإنجازات الماضي ونصرف الساعات في التحدث عما فعلنا. وكثيراً ما نتحدث عن مشاريعنا المستقبلية وبحماسة أحياناً. ولكن ماذا عن اليوم؟
يريدنا الرب أن نذهب اليوم وأن نعمل اليوم، لا أن نضع "اليوم" في تابوت المستقبل وندفنه في مقبرة الأمس، ويمرّ كما مرّ غيره.
أخي، ماذا فعلت اليوم للرب يسوع؟
الزمن لا ينتظر، وفرص الخدمة أيضاً، فهل تذهب اليوم...؟
الكلمة الرابعة:
"واعمل"
هي تُظهر طبيعة الخدمة المسيحية.
تقول الآية اذهب واعمل وليس اذهب وتهرّب من المسؤولية. نقول هذا لأن العالم يتهم المسيحيين بأن عملهم يتقدم ببطء شديد. إن معظم العمال المسيحيين كسالى تنقصهم الحماسة الروحية للخدمة. لم يرسلنا المسيح لكي نتسلّى بل لكي نعمل. وإن كنت تعمل فأين الإنجاز؟
كثيرون يعملون ولا نرى إنجازا. نسمع جعجعة ولا نرى طحناً. فاذهب اليوم واعمل.
الكلمة الخامسة:
"في كرمي"
وهي تُظهر مجال الخدمة المسيحية.
عبارة "في كرمي" لا تعني "في كرمك". أنت مدعو لكي تخدم الرب في كرمه وليس في المكان الذي تستحسنه أنت. لقد ميّزك الرب بمواهب خاصة وأهّلك لخدمة خاصة. فقم بما عيّنه الله لك من خدمة لكي تنجح. أطلب مشورة الرب على نوع خدمتك ومكانها ولا تتسرّع في الذهاب. لأن الرب الذي يقول اذهب، لا بد وأن يرشدك إلى أين تذهب وكيف تخدم.
حياتك هي خدمتك. قلْ لي كيف خدمت أقلْ لك كيف عشت.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين