منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 04 - 2024, 02:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

بولس عن تمنّيه الحار بأن ننال هذه المعرفة






معرفة من أجل الرجاء (1: 18 ب ج- 19)
يعبرّ بولس عن تمنّيه الحار بأن ننال هذه المعرفة: يجب على المسيحيّين أن لا يضيعوا اتجاهم ولا تأخذهم الحيرة، بل أن يشدّوا الهمّة نحو هدف واضح ووحيد. وتحدّد ثلاثُ جمل استفهامية مضمون هذه المعرفة: تبدو الجملة الأولى عامة. وستفسرها الجملتان التاليتان.

أ- "رجاء دعوته" (آ 18ب)
يجد المرتدّ نفسه أمام حياة منفتحة، مدفوعاً نحو مستقبل، نحو واقع يترجّاه، واقع يسميه الرسول هنا: "الرجاء". لا تعني الكلمة فقط موقفاً سيكولوجياً من الثقة والتأكّد والثبات، بل واقعاً يقدّمه لنا الله (غل 5: 5: بالإيمان ننتظر البرّ المرتجى؛ كو 1: 5، 27). والنداء هو الانفتاح على هذا العالم الجديد. إن النداء (أو: الدعوة) يحتلّ في فكر بولس مكانة من الدرجة الأولى: فكياننا يرتبط بنداء الله الذي يدعونا ويوجّه إلينا كلامه. فالإنسان هو الكائن الذي يدعوه الله من أجل رسالة. والمسيحيّون هم "مدعوّون". وكما أن مصدر دعوة إسرائيل هو نداء (روم 11: 28- 29)، كذلك نقول عن رسالة بولس (غل 1: 15: إرتضى الله ودعاني بنعمته). ونداء الإنجيل يوصل هذه الدعوة إلى المسيحيّين الذين يتقبّلونها في طاعة الإيمان (روم 8: 30؛ كو 3: 15؛ غل 1: 6 ي). إنه دعوة إلى الخلاص، إلى عالم جديد، إلى خليقة جديدة، إلى بُعد جديد لكائن يسمّيه بولس: النعمة، القداسة، السلام، المجد، الحرّية. قال بولس: "إبن الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح هو أمين" (1 كور 1: 9). وقال في 1 تس 2: 12: "الله الذي يدعوكم إلى ملكوته ومجده". وفي 4: 7: "لم يدعنا الله إلى النجاسة، بل إلى القداسة" (رج 1 كور 7: 22 والحرية؛ غل 5: 13: دعيتم إلى الحرية).
هذه الدعوة ليست نداء عابراً: لهذا يجب أن نبقى أمناء لها. إذا كان كيان المسيحيّ يقوم بأن يكون مدعوّاً (روم 1: 6- 7؛ 8: 28؛ 1 كور 1: 2- 26)، فهذا يتضمّن أمانة خلاّقة وينبوع أعمال تتجدّد باستمرار. فحسب 1 كور 7: 20، "يجب أن يستمرّ كل واحد في الحالة التي دُعي فيها" (رج أف 4: 1، 4). وهذا التوسّع الواعي تجاه أوضاع مختلفة، لا يمكن أن يتمّ إلاّ في المسيح (فل 3: 14: ودعانا الله إليها في المسيح يسوع). وهو يتأصّل في انتمائنا للمسيح الذي فيه ينفتح مستقبلنا الذي يسميّه بولس "الرجاء". إذن، يتفجّر هذا الرجاء من معرفة الله التي أُعطيت لنا بالإنجيل حين نتقبّله في الإيمان والمحبّة.

ب- "غنى مجد ميراثه" (آ 18 ج)
وبعد أن أحاط بولس بمضمون معرفة الله التي هي الرجاء، حاول أن يوضح هذا الرجاء في اثنين من وجهتيه: في واقعه الأخير، في تحقيقه المتدرّج.
الواقع الأخير هو "الميراث بين القدّيسين": هي عبارة ليتورجيّة تقليديّة تعود إلى زمن بولس، وقد استعملت مراراً في الأدب الجلياني. إنها تدلّ على حضور المختارين حضوراً مفرحاً وأبدياً قرب الله في رواق القوى السماوية. ما هو جديد هو أن المدعوّين يستطيعون أن يتعرّفوا إلى "غنى مجد" هذا الميراث. فقد أوحي لهم مجدُ القيامة في المسيح القائم من الموت، وبكر من قام من بين الأموات. إذن، عرفوا تدخّل الله القدير الذي يحوّلهم. والميراث ليس فقط العالم الماديّ ولا الأرض المقدّسة التي دلّت على إرادة الله الخلاصّية، بل عالم متجلٍّ رأوا بهاءه وقدرته ساطعين في قيامة المسيح. أما مضمون رجائنا، فهو تنعّم نهائي بهذا الحاضر المنير الذي يبدّل كياننا.

ج- "عزّة قوّته" (آ 19)
وتتدخّل قدرة الله بالضرورة لكي تقودنا إلى هذا الواقع السماويّ الذي هو حضور مجيد مع القدّيسين. هذه هي الوجهة الثانية للرجاء. فعلى المؤمن أن يعرف عظمة قدرة الله الذي يريد أن يجعلنا في ملكوته. وهكذا تتوازى قدرة الله مع مجده، لأنهما شكلان لواقع واحد: فالمجد وحده يجعلنا جديرين به. وقوّة الله التي لا تُقاس، تحمل القوّة الضرورية لهذا التجليّ، للإنسان الذي لا يستطيع أن يتجاوز نفسه لكي يتألّه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
‏وما كنت اهوي الدار إلا بأهلها علي الدار بعد الراحلين سلام
أراد بولس أن يحدّد واقع المعرفة
المعرفة التي كانت عند بولس لو قورنت بالمعرفة الأخرى
كل الراغبين فيها (أي في نوال المغفرة) يمكنهم نوال رحمة من الله
تعرف على حكاية مثل «اختار الجار قبل الدار»


الساعة الآن 08:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024