رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هكذا تركت المرأة جرتها التي لم تعد في حاجة إليها بل أنها صارت ثقلًا عليها لأنه بهذا القدر صار تلهفها على الارتواء من الماء الحي، وإذا ألقت حملها عن كاهلها وصارت قادرة أن تُعرف الناس بالمسيح: (مضت إلى المدينة وقالت للناس هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت) وقد جاء إعلانها لهم ودعوتها هذه بالتدريج لذلك اندفعت قائلة بصيغة الاستفهام: (ألعل هذا هو المسيح؟ فخرجوا من المدينة وأتوا إليه) (وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلم كُل) لأنهم (كانوا قد ذهبوا إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا) ورجعوا (فقال لهم أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه انتم فقال التلاميذ بعضهم لبعض: ألعل أحد أتاه بشيء ليأكل) إذًا فلا نتعجب من أن المرأة لم تفهم كلام الرب عن الماء فها هم تلاميذه أنفسهم لم يفهموا معنى الطعام، ولكنه علم بأفكارهم، وهو الآن يعلمهم كسيد، ليس عن طريق غير مباشر كما فعل مع المرأة عندما كان يطلب زوجها ولكنه قال لهم مباشرة معلنًا: (طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني واتمم عمله) وقياسًا على ذلك فإن شرابه الذي طلبه من المرأة كان هو أن يعمل مشيئة الذي أرسله. وهذا هو سبب قوله: (أعطيني لأشرب لأني عطشان) ومعنى ذلك بالتحديد هو: أن يعمل الإيمان به وأن يشرب هو من إيمانها، بل وأن يطعمها في جسده. لأن جسده، هو الكنيسة. |
|