رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَجابَه يسوع: إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقاماً "إذا " فتشير إلى الارتباط بجملة شرطية حيث انه لن تكون لنا إمكانية شركة الحياة مع الله إلا َّ إذا عشنا في المحبة وقبلنا حبّ الله لنا . أمَّا عبارة "إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي" فتشير إلى جملة شرطية تفيد إمكانية التحقق حيث أنَّ المحبة هي الشرط الذي تنبع منه الطاعة الكاملة لكلمة الله ووصاياه وحفظها، والشركة الروحية مع الله أيضًا. وترتبط الطاعة للوصايا بالمحبة (يوحنا 15: 21). وهكذا تكمن شهادة حبِّنا الحقيقي للسيد المسيح في الطاعة لوصيته. فالمؤمنون يقومون بالشرط ويرون يسوع، أمَّا العالم فلا يُحبّه، ويرفض كلامه فلا يراه. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "لا يكفي أن نقتني الوصايا فقط، لكننا نحتاج إلى حفظها". حفظ كلام الرب لا يعني تخزين المعلومات وتذكٌّرها فقط، ولا يعني أيضا فقط استيعابها وفهمها وتحليلها والاقتناع بها، إنَّما يعني هنا العمل بها وتطبيقها وتحويل المعرفة إلى حياة. فالكلام يختلف عن الأفعال كما قال جبران خليل جبران في قصيدته "المواكب" "أعطني الناي وغني، وانسَ ما قلتُ وقلتَ، إنما النِطقُ هباءٌ فأفدني ما فعلتَ". أي أن الكلام قد يذهب أدراج الرياح لكن الأفعال تبقى. إذن نكون أحباءَ الرب عندما نعمل بوصاياه ونترجم كلمات الرب إلى أعمال؛ حيث أنَّ المحبَّة ليست مجرد شعور، بل إنها حياة الطاعة. لقد كان يسوع أول من اختبر هذه الطاعة للآب ساعيًا فقط لتتميم إرادته كما تؤكده صلاته في الجسمانية " يا أَبتِ، إِن أَمكَنَ الأَمْرُ، فَلتَبتَعِدْ عَنِّي هذهِ الكَأس، ولكن لا كما أَنا أَشاء، بَل كما أَنتَ تَشاء!" (متى 26: 39)؛ من يحب يبقى أمين لكلمة المسيح. |
|