رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحضانات في الكنائس إنَّ الأُمومة شعلة حُب، تضمَّها كل أُم إلى صَدرِها، وتملأ بها قلبها لتتعزّى، ولكنَّها أيضاً أشواك تضفرها وتضعها إكليلاً على رأسها، فما أن تتزوّج الفتاة وتُنجب حتَّى يبدأ التنهُّد على سرير الألم ويُحيط بها الهم! وعليها أن تحيا كوردة جميلة تتمسّك بالحياة وسط رعود الشتاء؟! لكنَّ أبونا بيشوي بنظرته الثاقبة ودراسته النفسيّة وثقافته الروحيّة والتربويّة، استطاع أن يرفع عن الأُم تلك الآلام الَّتي تحني الزروع وتلوي الأغصان فماذا فعل؟ بسط جناحيه فوق بحر الألم لتعبر إليه الأُسر المسيحيّة وتُقدّم إليه أولادها مطمئنة، فأسس أول حضانة بكنيسة مارجرجس باسبورتنج، افتتحها في يوم (11/9/1972م)، وأسماها: مدارس الأحد الصباحيّة لتبدأ من بعدها انطلاقة خدمة الحضانات في الكنائس، كأنَّ سراً من أسرار الكرازة كان مخفيّاً كشف الله عنه! بيوت المغتربات هل يترك أب ابنته تسير على طرق الحياة تائهة بين الأحياء المهجورة، تبحث عن غرفة مشتركة تسكن فيها؟! أيّ أُم تستطيع أن تُعانق النُعاس وابنتها تُعانق موتى الخطيّة؟! وتتربّص بها الذئاب الآدميّة تُريد أن تخطفها؟! لكنَّ أبونا بيشوي كملاك حارس بسط جناحيه فوق الأمواج المُزبَّدة بالخوف، ليطير بالفتيات إلى عشٍ آمن، لا تدخله الوحوش البشريّة، فقد أسس ولأول مرّة بيوتاً للمغتربات تتبع الكنائس جعلت الأُسر في اطمئنان والفتيات يشعرن بملامس أيادي طاهرة، كما لو كانت حفيف جناحي طائر يبث حنانه على وجوههن، وهو يُريد أن يأخذهن على جناحيه إلى الكنيسة ليعشن للرب ويُكمّلن تعليمهن! بيوت اليتامى لماذا تراود الدموع أجفاني؟ سؤال يتردد على ألسنة اليتامى عندما تملأ خيالات الحزن قلوبهم! فعندما يموت الأب تسبح روحه في فضاء الحُرِّيَّة، بينما يظل الأولاد أسرى الحياة يذرفون الدمع لابسين السواد، حُزناً على موت أبيهم وحزناً على موت الفرح من قلوبهم، بسبب قسوة الحياة الَّتي فاجأتهن بعاصفة الموت الَّذي يفصل بين الأقارب والأحبَّاء، وذهبت بالأب إلى ظُلمة القبر المُخيف! ولهذا سعى أبونا بيشوي أن يكون للأيتام مأوى يتبع الكنيسة، حتَّى لا يحتضنهم العالم بين أوكاره، وكان أول بيت للأيتام افتتحه في (1/1/1976م)، وقد ظهرت رقَّته وحكمته عندما أطلق عليه اسم: " جمعيّة بيت مارجرجس لرعاية الطفولة والأُمومة "، احتراماً لمشاعر الأيتام!! |
|