رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريقة تكوين اللؤلؤ من الآلام ينشأ الجمال هناك تطبيق آخر لهذا المثل ينصرف على المؤمنين، فمع أننا لا يمكننا أن نشارك المسيح آلامه الكفارية السابق الإشارة إليها، لكن آلام الكراهية من البشر نحن نتبع المسيح فيها، «إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عن الله؛ لأنكم لهذا دعيتم، فإن المسيح أيضًا تألم لأجلنا، تاركًا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته» (1بط2: 20، 21). عندما ذهب الرب إلى الصليب ليتحمل الآلام التي هي فوق مداركنا، كم عانى التلاميذ من أحزان قاسية، سواء أمام مشاهد القبض على سيدهم ومعبود قلوبهم، ثم أمام مشاهد محاكماته المهينة والظالمة، وموت الصليب المذيب، ودفن القبر الرهيب، وكأن الرواية انتهت هنا. لكن اسمع ما قاله المسيح لتلاميذه في تلك الليلة حالكة الظلام، قال لهم: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ» (يو16: 20). لم يقُل المسيح إنه سيعقب الحزن فرح، بل إن الحزن نفسه سوف يتحول إلى فرح. بكلمات أخرى ليس فقط أن الألم سيتبعه المجد، بل إن الألم هو الطريق إلى المجد. نعم، نحن نتعلم من اللؤلؤ أنه من الآلام ينشأ الجمال. تذكَّر نعمي (ومعنى اسمها حلاوة). لقد ترملت ثم ثُكلت. كان البيت يضم ثلاثة رجال، فتُركت المرأة من ابنيها ومن رجلها، وهي في أرض غريبة (را 1: 1-5). فلا عجب أن نسمعها تقول لجاراتها، بعد عودتها إلى بيت لحم: «لاَ تَدْعُونِي نُعْمِيَ بَلِ ادْعُونِي مُرَّةَ، لأَنَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَمَرَّنِي جِدّاً. إِنِّي ذَهَبْتُ مُمْتَلِئَةً وَأَرْجَعَنِيَ الرَّبُّ فَارِغَةً. لِمَاذَا تَدْعُونَنِي “نُعْمِيَ” وَالرَّبُّ قَدْ أَذَلَّنِي وَالْقَدِيرُ قَدْ كَسَّرَنِي؟» (را 1: 20، 21). لكنها كم ازدادت حلاوة من تلك المعاملات الإلهية القاسية، وكم بانت الصفات الرائعة فيها بعد تلك المعاملات المُذلة. لقد انطبقت عليها كلمات المرنم: «قَبْلَ أَنْ أُذَلَّلَ أَنَا ضَلَلْتُ أَمَّا الآنَ فَحَفِظْتُ قَوْلَكَ... خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ» (مز119: 67، 71). إنها، مثل يعقوب أيضًا، بدأت القيمة الحقيقية لحياتهما بعد أن كسّرهما القدير. وفي هذا قال أحد القديسين: “عندما تشتم رائحة المسيح العطرة من أحد المؤمنين، فاعلم أن ثمة شيء فيه قد كُسِر”. والواقع أن أفضل الصفات وأرقى الخصال، التي نجد نموذجها الكامل في ذاك الأبرع جمالاً من بني البشر، تنمو في تربة مخلوطة بالآلام. وليس الجمال فقط، بل أيضًا الطهر والنقاء. هذا يصبح أكثر وضوحًا إذا عرفنا أن الكلمة اليونانية للؤلؤة هي “مرجريتا”، وهي مأخوذة من كلمة تعني النقاء. والحقيقة إن الألم الذي يسمح لنا الرب به أن نتحمَّله، يستخدمه الله ليوصلنا إلى حالة النقاوة والبر، “لكي نشترك في قداسته” (عب12: 10). ذهب أخ يطلب من أحد الخدام، إن كان ممكنًا أن يصلي لأجله كي يعطيه الله الصبر. أجابه الخادم: بكل سرور، وسأفعل ذلك الآن، وفي الحال بدأ يصلي ذلك الخادم لكي يسمح الرب بالتجارب والضيقات أن تأتي إلى ذلك الأخ. وبعد أن انتهى الخادم من الصلاة، قال له الأخ: يبدو أني لم أوضح لك قصدي، ففهمتني خطأً، أنا طلبت منك أن تصلي لأجلي لكي يهبني الرب مزيدًا من الصبر، فقال له الخادم: أنا فهمتك تمامًا، أولا تعلم ما قاله الكتاب في رومية 5: 3 «عالمين أن الضيق ينشئ صبرًا». |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طريقة تكوين اللؤلؤ غلبة الشر بالخير |
من آلام دنيا ينشأ الجمال النفس |
طريقة تكوين اللؤلؤ يُذكرنا بكيفية تكوين الكنيسة |
المؤمن وسط الآلام المحرقة |
المؤمن ينزل الى هاوية التجربة ، |