منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 11 - 2022, 11:03 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

قداسة البابا شنوده الثالث | إمكانية القيامة


قداسة البابا شنوده الثالث






إمكانية القيامة

إن إقامة الأجساد بعد الموت, معجزة تدخل في قدرة الله على كل شيء. ولاشك إن إقامة الأجساد أسهل من خلقها.
فالله الذي أعطاها نعمة الوجود, هو قادر بلا شك على إعادتها إلى الوجود. هو خلقها من تراب الأرض, وهو قادر أن يعيدها من تراب الأرض مرة أخرى. بل أعمق من هذا أنه خلق الكل من العدم. خلق الأرض وترابها من العدم, ثم من تراب الأرض خلق الإنسان.
أيهما أصعب إذن: الخلق من العدم, أم إقامة الجسد من التراب؟!
إنها القدرة غير المحدودة لإلهنا الخالق, الذي يكفى أن يريد, فيكون كل ما يريد, حتى بدون أن يلفظ كلمة واحده أو يصدر أمرًا..
القيامة هي أذن عقيدة للمؤمنين:

الذي يؤمن بالله وقدرته, يستطيع أن يؤمن بالقيامة... فهي في جوهرها تعتمد على إرادة الله، ومعرفته وقدرته.

+ فمن جهة الإرادة, هو يريد للإنسان أن يقوم من الموت, وأن يعود إلى الحياة. وقد وعد الإنسان بالقيامة والخلود. ومادام الله قد وعد, إذن لابد أنه سينفذ ما قد وعد به...
+ ومن جهة المعرفة والقدرة: فالله يعرف أين توجد عناصر هذه الأجساد التي تحللت, وأين توجد عظامها. ويعرف كيفية إعادة تشكيلها وتركيبها. كما يعرف أيضًا أين توجد أرواح تلك الأجساد. ويسهل عليه أن يأمرها بالعودة إلى أجسادها، ويسهل عليها ذلك. وهو يقدر على هذا كله. جَلّ اسمه العظيم, وتعالت قدرته الإلهية...
إن الذي ينكر إمكانية القيامة, هو بالضرورة ينكر المعجزات جملةً. وبالتالي ينكر الخلق من العدم, وينكر قدرة الله, وقد ينكر وجوده أيضًا!
يدخل في هذا الجهل, الملحدون, وأنصاف العلماء, وغير المؤمنين. أما المؤمنون الذين يؤمنون بالله, وبقدرته غير المحدودة, فإنهم يؤمنون بالمعجزات, ومنها القيامة.
ضرورة القيامة

كما أن القيامة ممكنة بالنسبة إلى قدرة الله, كذلك هي أيضًا ضرورية بالنسبة إلى عدل الله وصلاحه وجوده.
1- إنها لازمة من أجل العدل:
لازمة من أجل محاسبة كل إنسان على أفعاله التي عملها خلال حياته على الأرض خيرًا كانت أو شرًا. فيثاب على الخير, ويعاقب على الشر. ولو لم تكن قيامة, لتهافت الناس على الحياة الدنيا, وعاشوا في ملاذها وفسادها, غير عابئين بما يحدث فيما بعد! وأيضًا إن لم تكن قيامة, لساد الظلم واستبد القوى بالضعيف, دون خوف من عقوبة أبدية. أما الإيمان بالقيامة وما يعقبها من دينونة وجزاء, فإنه رادع للناس. إذ يشعرون أن العدل لابد سيأخذ مجراه, إن لم يكن في هذا العالم, ففي العالم الآخر..
2- والقيامة لازمة أيضًا لأجل التوازن:
ففي الأرض لا يوجد توازن بين البشر. ففيها الغنى والفقير, السعيد والبائس, المنعّم والمعذب... فإن لم يكن هناك مساواة على الأرض. فمن اللائق أن يوجد توازن في السماء. ومن لم ينل حقه على الأرض، يمكنه أن يناله بعد ذلك في السماء. ويعوّضه الرب عما فاته في هذه الدنيا, إن كانت أعماله مرضية لله.
3- إن الله وعد الإنسان بالحياة الأبدية. ووعده هو للإنسان كله, وليس للروح فقط التي هي جزء من الإنسان...
فلو أن الروح فقط أُتيح لها الخلود والنعيم الأبدي, أذن لا يمكن أن نقول إن الإنسان كله قد تنعم بالحياة الدائمة, بينما قد حُرم الجسد من ذالك! فبالضرورة إذن ينبغي أن يقوم الجسد من الموت, وتتحد به الروح. ويكون الجزاء الأبدي للإنسان كله.
4- والقيامة ضرورة. لأنه لولاها لكان مصير الجسد البشرى كمصير أجساد الحيوانات!
ما هي إذن الميزة التي لهذا الكائن البشرى العاقل الناطق, الذي وهبه الله موهبة التفكير والاختراع والعلم, والقدرة على صنع مركبات الفضاء التي توصله إلى القمر, وتدور به حول الأرض وترجعه إليها سالمًا..! هذا الإنسان الذي قام بمخترعات أخرى مذهلة كالكمبيوتر والفاكس والـ Mobile Phone (المحمول، أو الموبايل).. هل يُعقل أن هذا الإنسان العجيب الذي سلّطة الله على نواح عديدة من الطبيعة, يؤول جسده إلى مصير كمصير بهيمة أو حشرة أو بعض الهوام؟!
إن العقل لا يمكن أن يصدق هذا. إذن لابد من القيامة.
5- إن قيامة الجسد تتمشى عقليًا مع كرامة الإنسان
الإنسان الذي يتميز على جميع المخلوقات الأخرى ذوات الأجساد, والذي يستطيع بما وهبه الله أن يسيطر عليها جميعًا, وأن يقوم لها بواجب الرعاية والاهتمام إذا أراد, أو أن يقوم عليها بحق السيطرة والاستخدام... أليست كرامة جسد هذا المخلوق العاقل لابد أن تتميز عن مصير باقي أجساد الكائنات غير العاقلة وغير الناطقة التي هي تحت سلطانه..؟!
6- والقيامة أيضًا لازمة لتقدم لنا الحياة المثالية التي فقدناها هنا:
تقدم لنا صورة الحياة الجميلة الرائعة في العالم الآخر, حيث لا حزن ولا بكاء, ولا فساد ولا ظلم, ولا عيب ولا نقص. بل هي حياة النعيم الأبدي والإنسان المثالي الذي بلا خطية.. بالإضافة إلى العشرة الطيبة مع الله وملائكته وقديسيه
ما أجمل هذه الحياة التي في العالم الآخر, التي لم ترها عين, ولم تسمع بها إذن, ولم تخطر على قلب بشر.
القيامة هي عيد. فتهنئتي للجميع بعيد القيامة.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيامة قداسة البابا تواضروس الثاني أسقفًا عام بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
كلمة منفعه | قداسة البابا شنوده الثالث بعنوان " الفرق بين القيامة و الإقامة "
عظه قداسة البابا شنوده الثالث بعنوان الأربعين يوماً بعد القيامة 29-4-1992
إمكانية القيامة ولزومها بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
مثلثا الرحمات قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص مع قداسة البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 01:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024