|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شجرة التين ونهاية العالم حين تكلم الرب يسوع عن نهاية العالم، اشار الى ان شجرة التين هي اكبر علامة على خاتمة كل ما في هذه العالم وزوال الارض والسماء وخلق ارض وسموات جديدة. وشجرة التين في الكتاب المقدس هي رمز للتدين الشكلي من دون تقوة قلبية، اي الاهتمام بالمظهر الديني الخارجي ، واهمال القلب امام الله. ويبدأ ذكر اوراق شجر التين لاول مرة في الكتاب المقدس في سفر التكوين الاصحاح الثالث، بعدما اخطأ آدم وحواء فاختبئآ ووضعا على جسميهما اوراق التين، لانهما خشيا الرب وخجلا اذ كانا عريانين. ظنّ ابوانا الاوّلان ان اوراق التين الكبيرة يمكنها ان تغطي جسميهما العريانين امام الرب لئلا يخجلا، مع ان اوراق التين حين تقطفها وتضعها على الجسم العاري، تسبب عدم الراحة والالم والانزعاج بسبب لبن التين الابيض الذي يتساقط على اطراف الجسم.. فلجوء الانسان العاري الى التغطية باوراق التين هو رمز للجوء الانسان الخاطي والفاسد امام الله بالتغطي بالاعمال الدينية الشكلية التي لا تفيد شيئا، بل هي تسبب اكثر واكثر الشعور بالذنب. وغاب عن بال الانسان ان الرب يقدر ان يرى الى اعماقه، ولن تنجح اوراق التين من تغطية عريه امام الرب فاحص القلوب والكلى....فشجرة التين هي رمز لمحاولة الانسان اللجوء الى التدين من اجل قبول الرب له، لكن اوراق التين يبست بعد ساعات، فهوت الى الارض، فهي لا تدوم.. والرب رفض اوراق التين، بل ذبح احد الحيوانات والبس آدم وحواء اقمصة من جلد والبسهما (تك 3: 21). فالرب بنفسه اختار اللباس للانسان من جلد حيوان مذبوح، وهو الذي صنع الالبسة وهو الذي البسهما، ولا دخل للانسان في ذلك... فعندما يشعر الانسان ويقتنع بابتعاده عن الرب ويرى خطاياه، كثيرا ما يحاول ان يلتجئ الى اعمال صالحة وممارسات دينية وطقوس وشعائر وواجبات دينية كاوراق التين لا تنفع شيئا بل تزيد الامر تعقيدا وسرعان ما تسقط، بل الحل يجب ان يكون من الرب، ويجب ان يكون ذبيحة كفارية تكفر عن الانسان، فالرب لا يقبلنا الا بالبسة صنعها الرب بنفسه، وهو ايضا يلبسنا فليس لدى الرب لباسا الا المسيح المصلوب، وهو يلبسنا رداء البر الالهي ويكسينا ثياب الخلاص (اش 61: 10).. وفي العهد الجديد عبَر يسوع من جانب التينة، وكان قد جاع فلم يجد الا ورقا بلا ثمر ، فاصدر عليها حُكمه ان لا يكون منها ثمر الى الابد، فيبست في الحال من الاصول (متى 21: 18/ مر 11: 13/ )، وبطرس قال ان يسوع لعنها، لكن يسوع لم يلعنها، بل اصدر الحكم عليها..والتينة هنا رمز للامة المتدينة المليئة بالاوراق، لكنها عديمة الثمر لاطعام النفس الجائعة، فهي قوية من الناحية الدينية الخارجية والشكلية لكنها عديمة الثمر الروحي لاشباع وارضاء خالقها..وما زالت حتى يومنا هذا، يزداد التدين والتمسك بقشور التدين وفي نفس الوقت خالية من الايمان والمحبة والامانة الحقيقية والقلبية للرب... وحين تحدث الرب يسوع في متى 24 عن النهاية وعلامات رجوعه ثانية ، طلب منا ملاحظة شجرة التين (32)، متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون الصيف قريب.. وبعد ان يبست التينة لالفي عام، عادت وصار غصنها رخصا اي طريا ويانعا واخرجت اوراقها.. والرب يصرح ان اقوى علامة وبرهان على النهاية، هي شجرة التين التي عادت واورقت بعد ان يبست لمئات السنين.. ولا شك ان القصد من ذلك، الامة اليهودية المتدينة وهي صاحبة الدين الاول وهي رمز للدين الالهي، ومنها خرجت باقي المعتقدات... والرب يسوع يؤكد هنا ان اكبر دليل على مجيئه الثاني هو اعادة بناء كيان او دولة مستقلة للامة اليهودية بعد ان يبست او تشتت الفي عام، اي عام 1948... صار غصنها رخصا اي عادت الى الحياة (حزقيال 37) وعادت العظام الى الحياة من جديد بعد ان يبست جدا وانتهى اي رجاء... واخرجت اوراقها، اي تدينها فتمسكت بالتدين الخارجي الشكلي من جديد، لكن من دون ثمر، فاكتفت بالاوراق. والتاريخ يعيد نفسه، ففعلوا كما فعل آدم وحواء رافضين اللباس الالهي اي عمل الفداء على الصليب.. واليوم صار التدين قويا جدا ويزداد كل يوم اكثر واكثر ويزداد النداء ببناء كيان ديني فيه هيكل ومذبح وكاهن والبسة دينية سوداء وتمسك شديد بكل اشكال التدين اليهودي، لكن من دون ثمر الروح الداخلي والاصيل.. ويقول يسوع من شجرة التين اذا اورقت، تعلمون ان الصيف قريب (مر 13: 28) والصيف رمز للحصاد والدينونة والنهاية وجمع الحنطة وحرق العصافة والقش (مز 1).. فمن الكيان الديني العائد الى الحياة، نعلم ان النهاية قريبة جدا وان الدينونة النهائية على الابواب .. وفي انجيل لوقا يقول يسوع انظروا شجرة التين وكل الاشجار (لو 21: 29) والمقصود ان نلاحظ الدولة اليهودية وباقي الدول من حولها التي اعلنت عن استقلالها في نفس الفترة تقريبا.. فكيان مستقل للامة المتدينة اليهودية وايضا كيانات مستقلة لكل الدول من حولها كسوريا ولبنان ومصر والاردن وتونس وباقي الدول، استقلالها هو مؤشر قوي جدا لبداية النهاية واقتراب الدينونة الختامية.... كان على الامة المتدينة ان تفعل كما فعل آدم وحواء، اسقاط ااوراق التين من التدين الشكلي، وقبول الرداء الالهي الذي صنعه الرب والبسه للابوين، فيكونا مقبولين من القدير. وكان يجب عليهم ان يفعلوا كما فعل زكا (لو 19)، ان يصعد الى الجميزة، ومن هناك يبحث عن يسوع ويطلب المخلّص. والجميزة هي شجرة مشابهة لشجرة التين، فيمكن من وسط التدين الفارغ والعقيم، البحث عن يسوع الفادي. وعند اللحظة الحاسمة سنسمع الفادي يقول "يا زكا انزل عن الجميزة اي اترك التدين، لأنه ينبغي ان امكث في بيتك".... بقلم القس ميلاد ديب يعقوب |
18 - 04 - 2017, 10:13 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: شجرة التين ونهاية العالم
أمين
ربنا يبارك خدمتك |
||||
19 - 04 - 2017, 12:37 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شجرة التين ونهاية العالم
شكرا على المرور |
||||
|