رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجديد في العهد الجديد كلمة "تجديد"كلمة "تجديد" لها جاذبيتها، يستخدمها البعض على المستوى الفردي، كأن يعلن الإنسان عن نفسه أنه في لحظة معينة صار متجددًا ومتمتعًا بخلاص السيد المسيح خلال الإيمان به. ويستخدمها البعض على المستوى الجماعي مثل حركات التجديد الليتورجي، كأن تعيد الكنيسة النظر في ليتورجياتها لتقدمها بفكر كنسي أصيل، وفي نفس الوقت تناسب الإنسان المعاصر. ويرفض البعض هذا الاصطلاح كلية بكونه يحمل ثورة على كل خبرة الكنيسة في الماضي وفكرها الأول. التجديد في العهد الجديد يرى نيافة المطران جورج خضر [1] أن كلمة "تجديد" كما تعنيها الكلمة الإنجليزية Renewal لم ترد في العهد الجديد. وأن الكلمة الواردة في حديث السيد المسيح مع تلاميذه: "الحقَّ أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده" (مت 19: 28) جاءت في العبرية لتحمل معنى انقضائيًا، أي يخص الانقضاء أو الحياة الأخرى. لهذا يرفض نيافته تعبير "التجديد الكنسي Church Renewal"، ويرى أن الكنيسة ليست هي التي تتجدد، بل العالم "Cosmos" يدخل إلى التجديد (رؤ 21: 1، مز 104: 30)، بتمتعه بالحياة الجديدة في المسيح يسوع، وعودته إلى ما كان عليه من مجدٍ،بمعنى آخر، الكنيسة في جوهرها هي "الحياة الجديدة" التي لا تشيخ، خلالها يدخل الكون إلى التجديد، ويدخل كل إنسان في العالم إلى الحياة الجديدة. وكان تعليق المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي أنه لا مانع من استخدام كلمة "تجديد" بشرط التمييز بين أربعة مصطلحات: 1- التجديد بالروح القدس: وهو قبول عمل السيد المسيح فينا، أي قبول عمل الخلاص الذي ننعم به في المعمودية، حيث ننال الميلاد الروحي الجديد، ونصير أبناء الله. 2- التجديد الذهني: إذ يتجدد الذهن بالتوبة. وقد ميَّز نيافته بين التوبة الشاملة حين يرفض الإنسان ماضيه الشرير لينطلق بالسيد المسيح ربنا في حياة جديدة، والتوبة اليومية خلال اعتراف المؤمن بضعفه وقبول نعم إلهية جديدة كل يوم. 3- تجديد الخليقة: أي تجديد الكون كله، بمجيء السيد المسيح الثاني، فننعم بالسماء الجديدة والأرض الجديدة (رؤ 21: 1). 4- تجديد الكنيسة: هنا نقصد النمو المستمر، فالكنيسة كائن حيّ متطور، وليس كائنًا جامدًا. إنها تحمل تيار الروح القدس العامل فيها كحياة نامية متدفقة. هذا التيار الناري يحرق وينشط، خلاله نحافظ على الماضي بغير جمود، كما نبني عليه حلولًا للمشاكل المعاصرة الجديدة. _____ الحواشي والمراجع: [1] عن محاضرته في الجمعية العمومية لمجلس كنائس الشرق الأوسط بتاريخ 29 نوفمبر 1980. |
|