رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يطيب لي في البداية أن أسرد قصة الراعي الذي حاول أن يأخذ غنمه، ويعبر بها إلى الشاطئ الآخر من الجزيرة حيث الأمان الوفير والمرعى النضير، ولكي يصل القطيع لهذا المكان الجميل كان لا بد له من خوض ممرًا مائيًا، ضيقًا وصعبًا، وكان القطيع لا يرغب ولا يريد أن ينزل في الطين وفي الوحل، وابتعد قطيع الغنم عن الراعي، ولأن الشمس كانت ذاهبة إلى المغيب، واقترب الليل بظلامه الدامس المخيف، لذا ذهب الراعي إلى إحدى النعاج الكبيرة وأخذ منها حملها الوحيد والصغير ووضعه على منكبيه، ونزل به إلى الماء قاصدًا الشاطئ الآخر والبعيد، هناك حيث الأعشاب الكثيرة والراحة الوفيرة، وعندما رأت الأم أن ابنها قد أُخذ منها، لم تجد شيئًا لتعمله سوى أن تتبع الراعي، الذي حمل ابنها، وهي تسلمه له في خضوع تام، وهكذا سار معها بقية القطيع. أذكر هذه القصة القديمة وقلبي ينفطم على شباب غابت شمسهم وإذ بعدُ نهار، وقد أراد الراعي الحبيب والحكيم أن ينقله إلى الجانب الآخر، بعيدًا عن هذا العالم، حيث لا أحزان، ولا أوجاع، هناك حيث تغيب الدموع كما ذكر يوحنا في رؤياه «والبحر لا يوجد فيما بعد» لا موت ولا حزن ولا وجع ولا لعنة ولا ليل، هناك يغيب المرض، لا إشِّعات ولا جلسات، لا كي، ولا عمليات، بل يمضي الليل بدموعه الغزيرة، وآهاته الكثيرة، ومن وجه الشر يضم الصديق إذ يودِّع ظلم الحياة وكدر العيش، عندما نرى حبيبنا وفادينا في العرش، هناك مع المسيح الحنان، حيث الأمان الكامل، والسلام المطلق. إنَّا هنا نتقدَّم لكل مجروح قد سمحت الحكمة الإلهية بأخذ حبيب له أو قريب، لكل زوجة أو زوج حمل الراعي شريكه في الحياة إلى شاطئ السلام. ولكل أم ترفض التعزية، ولكل أخ يأبى الكلمة الإلهية، لهؤلاء المجروحين المكسورين نفتح لهم نوافذ السماء، حيث النور الإلهي لكل نفس مسكينة حائرة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السلام لهؤلاء الذين اناروا لنا الطريق بنور المسيح المشرق فيهم |
أتى ملاك السماء لهؤلاء الرعاة |
الصلاة هى مفتاح نفتح بة السماء |
رحلة الصوم تبدأ بإغلاق باب العالم وفتح باب السماء |
نفتح نوافذ قلوبنا |