رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
” دعوا هؤلاء يذهبون ” (يو18: 8) ” دعوا هؤلاء يذهبون ” (يو18: 8) جاء السيد المسيح لكى يبذل نفسه فدية عن كثيرين. وقد تحقق هذا أيضاً فى لحظة القبض عليه لأن الفداء فى حياته كان منهجاً، وليس حدثاً عارضاً. فكما افتدى البشرية بموته على الصليب، هكذا افتدى تلاميذه فى لحظة القبض عليه. وقال لأجناد اليهود: “فإن كنتم تطلبوننى فدعوا هؤلاء يذهبون” (يو18: 8). اعتاد الجنود فى الحروب أن يقدموا أنفسهم فدية عن ملوكهم. فالملك يحاط بعناية خاصته. وقد حدث فعلاً أن طلب المحيطون بالملك داود أن لا يطفئ سراج إسرائيل (انظر 2صم21: 17). وأن لا ينزل بنفسه إلى معارك الحروب، فيترك الجيش ليحارب، ويبقى هو فى القصر فى أمان. وقد قبِل الملك داود منهم هذه النصيحة، بعد أن خاض حروب كثيرة. وابتدأ يمتنع عن النزول إلى الحرب وبقى فى القصر.. وأدى ذلك إلى متاعب كثيرة فى حياته فيما بعد. أما الملك يسوع، فلم يقبل أن يُقبض على أحد سواه فى ليلة آلامه، واختار أن يساق وحيداً إلى الموت بعد انصراف التلاميذ ليتم القول الذى قاله: “إن الذين أعطيتنى لم أهلك منهم أحداً” (يو18: 9). كان قلبه منشغلاً بالآخرين وبسلامتهم ونجاتهم.. فتقدم كقائد شجاع، ليدفع الثمن وحده.. ليخلص المسبيين، ويحرر المأسورين، ويدك حصون الشياطين. أليس هو الذى قال بفم حزقيال النبى: “أنا أرعى غنمى وأربضها.. وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح، وأبيد السمين والقوى وأرعاها بعدل” (حز34: 15، 16). الملك الحقيقى هو من يحقق لرعيته حياة الكرامة والحرية.. وهذا ما فعله السيد المسيح. والملك الحقيقى هو من يمنح الحياة الأفضل.. وهذا ما منحه السيد المسيح. والملك الحقيقى هو من يحرر رعيته من الخوف، ويصد هجمات الأعداء فى بأس وقوة. والملك الحقيقى هو من يملك على قلوب رعيته بالمحبة. فليس المُلك هو أن يملك الملك على الشعب ليذلهم وليخدموه، بل المُلك هو أن يملك على القلوب ويمجدهم فيحبوه حتى أنه لا يملك فى وسطهم، بل يملك فى داخلهم. هكذا ملك السيد المسيح على خشبة الصليب. وبدلاً من أن يملك الموت على البشر، ملكت الحياة التى فى السيد المسيح. لهذا نادى معلمنا بولس “لى الحياة هى المسيح” (فى1: 21) وقال: “متى أظهر المسيح حياتنا” (كو3: 4). وقيل فى إنجيل يوحنا “فيه كانت الحياة” (يو1: 4). وقال السيد المسيح عن نفسه: “أنا هو خبز الحياة” (يو6: 35). “أنا هو.. الحياة” (يو11: 25). وكراعٍ صالح يبذل نفسه عن الخراف قال: “أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل” (يو10: 10). |
|