رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صاحب السيادة، إنّ اللقب اللاهوتيّ بامتياز، الّذي يعبّر عن مكانة مريم العذراء الكليّة القداسة في اللاهوت الأرثوذكسيّ، هو والدة الإله “Theotokos”. إنّ عبارة والدة الإله تقود مباشرة إلى قلب العقيدة الخريستولوجيّة، ونتيجة لهذا، كان من الطبيعيّ أن تواجه معارضة عدد من الهراطقة، الّذين حرّفوا الجوانب المختلفة للعقيدة الخريستولوجيّة والإتحاد الأقنومي لله الكلمة. في ضمير الكنيسة، إنّ تعبير والدة الإله يُصنّف كـ”حصن للإيمان”، واصطلاح لا يتزعزع، فهي تشكّل قلعة رائعة في وجه البدع الخريستولوجيّة. بحسب تعليم الآباء الجامع، يرتبط اسم والدة الإله بشكل وثيق بنتيجة العمل الخلاصيّ لاسم الإله – الإنسان (Theanthropos)، إنّ والدة الإله كتعبير وكشخصٍ، كانت وتبقى عبر القرون مرساة الخلاص “للّذين يقبّلون أيقونتها المهيبة”. إلى جانب لقب والدة الإله، ثبّت الآباء ومعلمو الكنيسة لقب مريم الدائمة البتوليّة في المجمع المسكوني الخامس من القانون التاسع، مُحدّدين الإيمان الصحيح حول المسيح، “الّذي تجسّد من والدة الإله المجيدة المقدّسة، مريم الدائمة البتوليّة”، كما حافظت عليها حتّى اليوم ليتورجيّة القدّيس يوحنا الذهبيّ الفمّ. |
|