28 - 01 - 2023, 06:07 PM
|
|
|
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
|
|
|
|
" يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ
أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ" (لو 15: 7)
لكن هل هناك من لا يحتاجون إلى توبة؟
بالتأكيد لا، فالكتاب يعلن أن "الْجَمِيعُ زَاغُوا
وَفَسَدُوا مَعًا لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" (رو3 :12)
لكن هناك خاطئ يتوب، وخاطئ يظن أنه لا يحتاج إلى توبة !
خاطئ يحارَب بضعفٍ ما، وخاطئ لا يحارب بذات الضعف ..
كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا، وأيضاً "مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ" (إش 53: 6)
فنحن نختلف فى درجة ضعفنا أمام خطايا بعينها،
وتسلُّطها علينا، لذا سيظل لكل منا معاركه الخاصة في هذا الطريق
.. فما تجاهد أنت ضده، قد لا يعانى الآخر منه بنفس الدرجة،
أو لا يعانيه أصلاً !
قد تعانى من الشراهة، بينما وجبة صغيرة تسد جوعه ..
قد تحاط بعلاقات مُتعِبة، فتحارَب بالإدانة أكثر منه ..
قد تمتلك شخصية حسّاسة، فتواجه صعوبة أكبر فى الغفران ..
قد تعانى من الخوف بسبب التربية، فتسقط فى الكذب أكثر ..
ربما لم تجرِّب ضغطًا ماديًا بالدرجة التى تدفع الآخر للسرقة ..
أو حرمانًا عاطفيًا كالَّذى يجعله يبحث عن الحب بشتى الطرق ..
أنت حتى لم تجرِّب مهنته ..
فهناك وظائف تُجَنِّب أصحابها خطايا، قد تُسهِّلها وظائف أخرى!
الله يرى ويفهم ويُقَدِّر ..
لذا فالسَّمَاءِ تَفْرَحُ بِسَارِقٍ وَاحِدٍ يَتوب
أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ أَمِينًا لم يمرّوا بنفس ظروفه !
وتَفْرَحُ بِزَانِى وَاحِدٍ يَمتنع عن الزنا، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ
وَتِسْعِينَ طَاهِرًّا لم تتاح لهم الفرصة !
تَفْرَحُ بِمريض وَاحِدٍ يَشكر فى ألمه، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ
صحيحًا يشكرون فى راحتهم !
وتَفْرَحُ بِغَضُوبٍ وَاحِدٍ يَتحكم فى نفسه،
أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ هادئًا لديهم قدرة أكبر على الاحتمال !
تَفْرَحُ بِمريض "ذات" يَقاوم كبرياءه، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ
وَتِسْعِينَ متواضعًا لم يصابوا بذات المرض!
وتَفْرَحُ بِرَجُلٍ يرجع ويصير مثل الأطفال، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ طفلاً بطبيعتهم !
فى معركتك الخاصة ..
السَّمَاء ترسل لك عوناً، وتعضدك ..
وتفرح بك حين تعود من كورة بعيدة، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ
وَتِسْعِينَ ابنًا داخل البيت، لكن قلبهم مبتعد بعيداً ..
فالمنتصر هو من يكلَّل ..
ويُذبح له العجل المسمن ..
وليس من لم يخُض الحرب !
|