تضارب الآراء حول تجميع السفارات في حي واحد

[Mary Naeem]

تضارب الآراء حول تجميع السفارات في حي واحد

صدى البلد
خبراء أمن
"بعبع الإرهاب" لن يهدد السفارات طول العمر
تجميعها في مكان واحد يخفض نفقات تأمينها
الإجراء قد يجعلها صيدا سهلا للإرهاب

ودبلوماسيون:
يطمئن "الدبلوماسيين" على حياتهم ويوفر درجة أمان عالية
حالة الحرب العذر الوحيد المقبول لتجميع السفارات

أعلنت وزارة الإسكان بمضيها قدماً وبأسرع وقت فى تنفيذ مشروع حى السفارات بالعاصمة الإدارية الجديدة المزمع إنشاؤها فى شرق القاهرة، ما بين طريق «القاهرة- السويس- العين السخنة» بعد «مدينتى» و«مدينة المستقبل» فى مواجهة مدينة «بدر»، على أن يتم طرحها على القطاع الخاص فى المرحلة الأولى للمشروع، لتوفير الأمن والأمان للسفارات والبعثات الدبلوماسية.

في هذا الإطار أكد اللواء محمد زكي، الخبير الأمني، أن "حصر جميع السفارات في حي واحد بالقاهرة أمر جيد، نظرا لأن التأمين سيكون واحدا لجميع السفارات ولكنه مكثف، الأمر الذي لا يمثل خطورة على المقار الدبلوماسية، لاسيما أن مصر لن تظل تحارب الإرهاب طويلاً وتخشاه، ولن يشكل هذا "البعبع" تهديدا للسفارات ولمصر طوال العمر".

وقال زكي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن "حماية السفارات والقنصليات والمكاتب الدبلوماسية مسئولية الدولة والشرطة، وإذا لم تستطع الشرطة ذلك فيجب الاستعانة بالقوات المسلحة للتأمين"، ولفت إلى أن "الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والدول يستوجب الحفاظ على أمن وسلامة سفارات تلك الدول في مصر".

ومن جانبه قال اللواء علي عبد الرحمن، مساعد وزير الداخلية السابق، إن "عمل السفارات في مصر متشعب ما بين الثقافي والعسكري، وهو ما يجعل من الصعوبة حصر القنصليات بجميع المحافظات لجعلها في حي واحد يجمع بين جميع السفارات والمقار الدبلوماسية".

وأضاف عبد الرحمن، لـ"صدى البلد"، أن "إنشاء حي للسفارات والمقار الدبلوماسية سيمثل نوعا من الرفاهية مصر في غنى عنه، لما سيتحمله الاقتصاد من إهدار لنفقات كان أولى بها إنشاء مشاريع لتسكين الشباب، فهى في غنى عن ذلك".

وحذر مساعد وزير الداخلية السابق من تفاقم الخطورة حول السفارات أوالبعثات الدبلوماسية في مصر وتزايد نسبة تهديدها بالاستهداف من جانب عناصر الإرهاب إذا ما تم حصرها في حي واحد، لما ستخلف وراءها من خسائر كبيرة، حيث ستكون الفرصة متاحة لاستهداف مجمع سفارات بعمل إرهابي واحد.

ومن ناحيته قال السفير جلال الرشيدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "حديث وزارة الإسكان حول إنشاء حي خاص بالسفارات الموجودة بالقاهرة قرار صائب، لما سيتركه من شعور بالاطمئنان لدى البعثات الدبلوماسية على أرواحهم، لاسيما أن هناك بعض الدول كالهند تضع السفارات والمقار الدبلوماسية في أحياء بعيدة عن التجمعات العمرانية والسكانية".

وأضاف الرشيدي، في تصريح لـ"صدى البلد"، أنه "إذا تجمعت السفارات والمقار الدبلوماسية في مكان معين يسهل أن تكون محددة أمنيا، وهو ما يجعل مهمة الأمن أسهل ويضمن خدمة أمنية عالية".

كما وصف السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الحديث حول اعتزام وزارة الإسكان إنشاء حي للسفارات الموجودة بالقاهرة بأنه "فكرة ساذجة يصعب تنفيذها لصعوبة حصر هذا الكم من السفارات في منطقة واحدة، والتي ترتبط بقنصليات ومكاتب ممثلة عنها يستوجب أيضا تأمينها".

وقال بيومي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن "مصر ليست في حالة حرب حتى تلجأ لإنشاء منطقة خاصة بالسفارات لتأمينها"، لافتا إلى أن "هذا هو العذر الوحيد المقبول الذي يسمح بتجميع هذا العدد من السفارات في حي واحد، بينما سترفض أي دولة الطلب نفسه إذا ما تقدمت به سفارة مصر".