منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 03 - 2014, 06:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
مقدمة



التوبة تفرِّح قلب الله جدًا، وتغيِّر طريق الناس، وتحوِّل الخطاة إلى قديسين، وتفرح ملائكة السماء، وتنقذ الإنسان من فقدان حياته الأبدية، وتحوِّله إلى سيرة روحانية ملائكية. بالتوبة يشعر الإنسان بسعادة الرجوع إلى الله "ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (ملا3: 7). والسعادة التي في التوبة تفوق بما لا يُقاس لذة الخطية وشهواتها المتنوعة..

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
ربما الإنسان الذي يعيش في الخطية يكره التوبة لأنه لم يذُق حلاوتها، بل ربما يخاف من التوبة لئلا تحرمه حلاوة الخطية التي يحبها، لكن إذا عاش حياة التوبة والنقاوة بعدما ذاق مرارة الخطية سوف يتعجب كيف قَبِل أن يكون للخطية وجود في حياته في وقتٍ من الأوقات!!
المشكلة هو أن الإنسان عندما تثور عليه شهوة أو لذة الخطية أو رغبتها يتصور أنه لا يوجد أحلى منها، أو لا يستطيع أن يتحرر من سلطانها، أو إنها محبوبة جدًا رغم إنها مؤذية جدًا، ومريرة للغاية وهي سبب شقائه وتعبه ومعاناته ليس في السماء فقط إنما على الأرض أيضًا.
وفى كتابنا السابق عن داود النبي والملك إذ لم نتعرض فيه لخطية داود وتوابعها التي تاب عنها والتي احتمل بسببها متاعب كثيرة، وقد وعدنا أن هذه المسألة تحتاج إلى كتاب خاص بعنوان "داود الملك التائب".
وفى كتابنا هذا نستعرض بالأكثر توبة داود القوية، فإن كان داود النبي قد أخطأ، ولكن لأن محبته لله كانت قوية جدًا فإنه لم يحتمل أن يبقى في الخطية، وكانت دموع التوبة كأنهار غزيرة،ليست المسألة إن كان الإنسان قد أخطأ أو لم يخطئ. لكن المسألة هي: هل قلبه ممتلئ بمحبة الله أم لا؟. الإنسان الذي يمتلئ قلبه بمحبة الله لا يفقد علاقته بالروح القدس.. علامة محبتنا لله أننا إذا أخطأنا نسرع إليه ونتوب.. الرب يجعل من هذا الكتاب سبب بركة لكثيرين في حياة التوبة والنقاوة بصلوات قداسة أبينا المبارك البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته.

بيشوى
مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري
رئيس دير القديسة دميانة
رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2014, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

خطورة الفراغ

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
داود على السطح يشتهي بثشبع وهي تستحم
لا نقصد الفراغ من العمل بقدر ما نقصد الفراغ الروحي أو التكاسل عن الحرب الروحية، أحيانًا يكون الإنسان جادًا في حياته الروحية، ويدرك أن هناك حربًا مستمرة بينه وبين الشيطان، بينما في وقتٍ آخر يقبل الإنسان أن يتكاسل عن الجهاد أو يأخذ فترة هدنة من الحرب مع الشيطان!! وهذه الفترة تكون هي فترات الفتور الروحي واحتمال السقوط في الخطية. لذلك أوصى السيد المسيح بالسهر كما أوصى الآباء الرسل أيضًا بالسهر. يقول معلمنا بطرس الرسول في رسالته الأولى: "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إبليس خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (1بط5: 8).
الشيطان لا ينام ولا يعرف الهدنة في الحرب، ولا يتعب أبدًا من القتال ضد المجاهدين. لا يتعب.. فقد عبرت آلاف السنين وهو يحارب البشر، ويصرع منهم الكثيرين ولم يتعب من الحرب، ويقول الكتاب عن الخطية "لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (أم7: 26).. وسوف نرى في حياة داود النبي مثال واضح لهذا الأمر.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2014, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

رجل الصلاة والجهاد

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
كان داود النبي رجل قتال، إلى جانب إنه كان رجل صلاة. وكما ذكرنا في كتابنا السابق عن "داود النبي والملك"، كان رجل حرب (بمفهوم العهد القديم) وكان يعتبر أن الرب هو الذي علَّم أصابعه الحرب وفنون القتال فيقول في المزمور: "مُبَارَكٌ الرَّبُّ صَخْرَتِي الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ وَأَصَابِعِي الْحَرْبَ" (مز144: 1)، منذ صغره كان جبار بأس وهو ما يزال شابًا صغيرًا...
استطاع أن يخلّص إحدى غنماته من الأسد والدب، لقد حل عليه روح الرب بعد أن مسحه صموئيل النبي في وسط إخوته، ولأنه كان مسيح الرب وقد حل عليه روح الرب خرج وراء الأسد والدب وقتلهما جميعًا وخلّص الشاة أو النعجة من بين أنيابهما. رجل بأس شاب صغير لكن لا يخاف لا من أسد ولا من دب مفترس، هذا بالرغم من وداعته فقد كان إنسانًا وديعًا يقول عنه سليمان: اذكر يا رب داود وكل دعته أي وداعته "اُذْكُرْ يَا رَبُّ دَاوُدَ كُلَّ ذُلِّهِ" (مز132: 1)، وكان إنسانًا متواضعًا حتى بعدما قتل الأسد والدب.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2014, 06:46 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

رجل الحروب الغالب

عندما نزل إلى المعركة لكي يسأل عن إخوته المجندين في الحرب ويوصل لهم المؤن ويسأل عن سلامتهم، ورأى جليات الوثني واقفًا يعيِّر صفوف الله الحي. كان جبار بأس واستطاع أن يهزم جليات كما ذكرنا. ويوم أن قتل جليات الفلسطيني، لم يفعل ذلك فقط إنما قاد الشعب في معركة أو اشترك في قيادة الشعب في معركة ضد الوثنيين، وتعقبهم وانتصر الجيش انتصارًا ساحقًا في ذلك اليوم، أي أن الرب صنع خلاصًا عظيمًا لشعبه بواسطة داود.

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
هذا الرجل داود الذي قضى سنين طويلة من حياته مطاردًا من شاول الملك الشرير. وكم من مرة حاول شاول أن يقتله ولم يستطِع. ولما كانت ميكال ابنة شاول الملك تحب داود، أراد شاول الملك أن يعطيه ابنته لكي يوقعه في يد الوثنيين،فقال له شاول لتأتى لي بمائة غلفة من الوثنيين وأنا أعطيك ابنتي. فقتل داود مائتين بدلاً من المائة.. وهكذا كان داود يستطيع أن يصنع ببأس في إسرائيل.
ولما هرب داود من شاول عند الفلسطينيين، ونزل الفلسطينيون إلى الحرب، وكان هو ساكنًا في مدينة اسمها صقلغ. ولما رجع وجد عماليق قد هجموا وسرقوا كل ما في المدينة وأحرقوها بالنار، فنزل وخلص وصنع ببأس وأرجع كل شيء (انظر 1صم27)...
في كل هذا نتكلم عن داود النبي كرجل قتال وحرب رمزًا للحرب الروحية بالنسبة لنا نحن. لأننا نفهم حروب العهدالقديم حاليًا في العهد الجديد إنها الحرب ضد الشيطان وضد مملكة الشر الروحية الغير منظورة.
بعد أن صار داود ملكًا، حارب حروب الرب وكان يخرج على رأس الجيش وينتصر، وصنع ببأس وأخضع شعوب كثيرة، وطهر الأرض من العبادات الوثنية لدرجة أن الشعوب التي لم ينتصر عليها شعب إسرائيل أثناء دخولهم أرض الميعاد انتصر هو عليهم وأخد منهم ممتلكاتهم..
وفى كل هذا كان داود هو رجل الله العظيم الذي قيل عنه "وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي" (أع13: 22)، رجلاً يسير حسب مشيئة الله.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2014, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

رجل الحرب يسترخى تحت ضغط

دخل داود وجيشه في حروب كثيرة مع الفلسطينيين الذين كانوا وثنيين، وقد تعرض داود فيها للقتل.. يقول الكتاب: "وَكَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ بَيْنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَإِسْرَائِيلَ، فَانْحَدَرَ دَاوُدُ وَعَبِيدُهُ مَعَهُ وَحَارَبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَعْيَا دَاوُدُ. وَيِشْبِي بَنُوبُ الَّذِي مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا، وَوَزْنُ رُمْحِهِ ثَلاَثُ مِئَةِ شَاقِلِ نُحَاسٍ وَقَدْ تَقَلَّدَ جَدِيداً، افْتَكَرَ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُدَ. فَأَنْجَدَهُ أَبِيشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ فَضرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. حِينَئِذٍ حَلَفَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ قَائِلِينَ: لاَ تَخْرُجُ أَيْضاً مَعَنَا إِلَى الْحَرْبِ، وَلاَ تُطْفِئُ سِرَاجَ إِسْرَائِيلَ.
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. حِينَئِذٍ سَبْكَايُ الْحُوشِيُّ قَتَلَ سَافَ الَّذِي هُوَ مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا.ثُمَّ كَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَلْحَانَانُ بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ الْبَيْتَلَحْمِيُّ قَتَلَ جُلْيَاتَ الْجَتِّيَّ(1)، وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ.

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
وَكَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ فِي جَتَّ، وَكَانَ رَجُلٌ طَوِيلَ الْقَامَةِ أَصَابِعُ كُلٍّ مِنْ يَدَيْهِ سِتٌّ، وَأَصَابِعُ كُلٍّ مِنْ رِجْلَيْهِ سِتٌّ عَدَدُهَا أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ وَهُوَ أَيْضاً وُلِدَ لِرَافَا.وَلَمَّا عَيَّرَ إِسْرَائِيلَ ضَرَبَهُ يُونَاثَانُ بْنُ شَمعي أَخِي دَاوُدَ.هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَةُ وُلِدُوا لِرَافَا فِي جَتَّ وَسَقَطُوا بِيَدِ دَاوُدَ وَبِيَدِ عَبِيدِهِ" (2صم21: 15-22).
كل هذه الحروب وإن كان الكتاب قد لخصها في آخر سفر صموئيل الثاني إلا أنها قد حدثت قبل الحرب مع بني عمون كما هو موضح في سفر أخبار الأيام الأول إذ ذُكرت هذه الحروب مع الفلسطينيين في الأصحاح الثامن عشر: "وَبَعْدَ ذَلِكَ ضَرَبَ دَاوُدُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَذَلَّلَهُمْ، وَأَخَذَ جَتَّ وَقُرَاهَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ" (1أى18: 1)، ثم ذُكرت الحرب مع بني عمون في الأصحاح العشرين "وَكَانَ عِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ فِي وَقْتِ خُرُوجِ الْمُلُوكِ اقْتَادَ يُوآبُقُوَّةَ الْجَيْشِ وَأَخْرَبَ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ وَأَتَى وَحَاصَرَ رَبَّةَ. وَكَانَ دَاوُدُ مُقِيماً فِي أُورُشَلِيمَ. فَضَرَبَ يُوآبُ رَبَّةَ وَهَدَمَهَا" (1أى20: 1)، تلك الحرب التي سمع داود لنصيحة رجاله الذين قالوا له: "لاَ تَخْرُجُ أَيْضاً مَعَنَا إِلَى الْحَرْبِ، وَلاَ تُطْفِئُ سِرَاجَ إِسْرَائِيلَ" (2صم21: 17)، وبقى في قصره.
"وَكَانَ عِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ فِي وَقْتِ خُرُوجِ الْمُلُوكِ أَنَّ دَاوُدَ أَرْسَلَ يُوآبَ وَعَبِيدَهُ مَعَهُ وَجَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فَأَخْرَبُوا بَنِي عَمُّونَ وَحَاصَرُوا رَبَّةَ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ" (2صم11: 1).
ولأول مرة منذ أن مُسِح داود إلى ذلك اليوم أي على مدى ثلاثين سنة؛ من يوم أن مسحه صموئيل ملكًا، لم يكف عن أن ينزل على رأس المقاتلين ولكنه في هذه المرة بقى في قصره بأورشليم ولم ينزل إلى الحرب،وبالرغم من أنه أُجبر على ذلك من قِبَل رجاله المحبين والأشداء؛ إلا أنه لم يكن ينبغي أن ينصاع إلى مشورتهم غير الحكيمة. لأن الله نفسه لم يأمره بذلك كما تعود من قبل أن يسأل الله قبل كل تصرف مصيري. وإلا فما فائدة فصوص الأوريم والتميم.
كيف يا داود ترضى أن تمكث في القصر بينما نزل الجيش ليحارب؟! هل تخاف أن يصيبك أي أذى، لماذا تخاف؟! هل الله الذي أرسلك إلى الحرب لا يستطيع أن يحميك؟! ألست أنت يا داود الذي قلت: "في وَسطِ مِنْكَبَيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ جَنَاحَيِّهِ تَعْتَصِمُ، عَدْلُهُ يُحِيطُ بِكَ كَالِسّلاحِ. فَلاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ. وَلاَ مِنْ أَمْرٍ يَسْلُكُ فِي الظُلْمَةِ، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. يَسْقُطُ عَنْ يَسَارِكَ أُلُوفٌ، وعَنْ يَمِينِكَ رَبَوَاتٌ، وَأَمَا أَنْتَ فَلاَ يَقْتَرِبُونَ إِلَيْكَ. بَلْ بِعَيْنَيْكَ تَتَأَمْلُ، ومُجَازَاةَ الخُطَاةِ تُبْصِرُ" (مز90: 4-8)(2). كيف يا داود تمكث في القصر ولا تنزل إلى المعركة؟! وماذا يهمك إن قُتِل داود في المعركة، هل الله الذي أقام داود لا يستطيع أن يقيم آخر غيره؟
لكن لسان حال داود تحت تأثير مشورة رجاله الأشداء كان يقول: يكفيني جهاد السنين الماضية، أما الآن لنسلم لغيرنا لكي يجاهد ويتعب ويحارب حروب الرب!!
وكما قلنا أن هناك فرق بين مفهومنا في العهد الجديد وبين العهد القديم؛ ففي العهد القديم كانت هذه الحروب تعتبر حروب للرب أي تعتبر شيئًا مقدسًا. لذلك عند رجوعهم من القتال منتصرين كانوا يهتفون ويسبحون ويدخلون من أبواب أورشليم وهي محاطة بالمجد والفخار لأنهم انتصروا في حروب الرب...
أما في العهد الجديد وقد جاءت شريعة الكمال وشريعة الحب والسلام، فالحرب التي في العهد القديم كانت في حقيقتها هي رمز للحرب ضد الشيطان وضد مملكته الروحية غير المنظورة. فإذا تكلمنا عن المعارك لنفهم جيدًا أنه بمفهومنا الحالي هي الحروب الروحية والجهاد الروحي.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2014, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

رجل الحرب يطرح عنه سلاحه!!

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
كان يجب على داود ألا يطرح عنه سلاحه، باعتبار أنه هو المثل الأعلى وهو القائد، وهو رجل الله مسيح الرب. هو الذي اختاره الله وأقامه على شعبه ومسحه رئيسًا. فرجل الله ورئيس شعبه وقائد المحاربين قد طرح عنه سلاح الحرب... وهذا كان أكبر خطأ قد حدث في حياة داود النبي.
ربما يقول قائل: إن أكبر خطأ في حياة داود أنه سقط في خطية الزنى وما جلبته بعد ذلك. لكن في الحقيقة إن مفتاح الخطية أو مدخل الخطية كلها، هو إنه اعتبر نفسه قد حارب بما يكفى وله أن يستريح.
نزل الجيش لكي يحارب بينما مكث داود في القصر في فراغ، نزل رجال الحرب ليقاتلوا ويبذلوا أرواحهم من أجل داود ومملكة داود، بينما مكث داود في القصر ليتنعم!!!
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2014, 06:48 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

ذكريات من الجهاد
كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

أين داود الذي في يومٍ ما عطش جدًا ولم يكن هناك ماء ليشرب، فخاطر ثلاثة من رجاله الأشداء ونزلوا إلى محلة الأعداء بكل شجاعة واستقوا ماء من بئر بيت لحم، وأتوا بالماء وهم فرحين إنهم أحضروه لداود. أما هو فقال لهم كيف أشرب ماء ثمنها هو حياتكم أنتم الذين خاطرتم بحياتكم لأجلى، وأخذ الماء وسكبه أمام الرب، أي قدمه تقدمة للرب، وقال هذه التقدمة ليست لي، هذه تُقدّم لله. فأنتم تقدمون حياتكم من أجل الله.. حسنًا، لأن حياتكم هي مِلك لله، وليست مِلكًا لي أنا (انظر 2صم23: 15- 17).. هذا هو داود في القديم، إنما داود اليوم يمكث في القصر ويخاطر بحياة رجاله، ويخاف لئلا يُقتَل في الحرب!!
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2014, 06:49 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

وفي غفلته هاجمه العدو

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
"وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا" (2صم11: 2-4).
قام داود عن سريره وتمشى على سطح القصر وقت المساء ولكن قبل أن يظلم ضوء النهار، فرأى امرأة أوريا الحثى وهي تستحم فثارت فيه الشهوة وتملكت عليه. وبمجرد أن تسيطر شهوة معينة على الإنسان يفقد صوابه.
يقول الآباء: إن الغراب عندما يأكل العصفور أو يفترس فرخ صغير أو دجاجة، أول شيء يعمله هو أن يفقأ عينيها الاثنتين لكي تفقد القدرة على الرؤية، وبذلك تكون فريسة سهلة.
هكذا يصنع إبليس مع الإنسان؛ قبل كل شيء يفقده البصيرة الروحية، أي يجعله يرى الشر على أنه محبب وجميل جدًا، ويزخرف له الأمور بطريقة تغشى الرؤيا بالنسبة له...
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2014, 06:52 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

الشيطان فتَّال حبال
كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

يقول الآباء القديسون} إن الشيطان فتَّال حبال، فأنت تدفع له الخيوط وهو يفتل{.. فكثيرًا ما يخدع الشيطان الإنسان قائلاً مادمت ابتدأت في الخطية فهي قد صارت محسوبة عليك فأكملها حتى آخرها! وهذا ما حدث ودخل الأمر في دور آخر بالنسبة لداود نفسه... إذ رجعت بثشبع إلى بيتها بعد أن حبلت فأرسلت وأخبرت داود وقالت إني حبلى... ففكر داود ماذا يصنع، كيف يستطيع أن يخفى الخطية؟
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 03 - 2014, 06:53 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

محاولة التغطية بورق التين

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
وأرسل داود واستدعى أوريا الحثى زوجها من صفوف القتال فجاء الرجل وهو يرتدى ملابس المعركة ويحمل سيفه ووجهه معفر من الطريق؛ أي أنه مزين بزينة الكفاح والحرب، زينة المقاتلين. فقال له داود لقد استدعيتك لأني وجدت أنك تركت بيتك مده طويلة، اذهب لكي تقضى في بيتك ليلة وتستريح قليلاً، ثم تعود إلى المعركة.
ولكن أوريا الحثى الذي كان قلبه ملتهبًا غيرة على شعبه، لم ينزل إلى بيته بل نام على باب بيت الملك مع جميع عبيد الملك. ولما سأله داود لماذا لم تنزل إلى بيتك، أجاب أوريا: "إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجِعَ مَعَ امْرَأَتِي! وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ لاَ أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ" (2صم11: 11). وشكر أوريا الحثىالملك داود ولم يقبل أن يستريح، بل ربما قال له: إنك أنت يا سيدي الملك لم تعلّمنا ذلك من قبل..
ولم ينجح داود في حيلته التي أراد بها أن يغطى على خطيته كأبيه آدم الذي أراد أن يستتر بورق التين.
وكل شعب إسرائيل يرى ما يحدث، وكبرت المشكلة بالنسبة لداود، لأنه كان من الممكن في بداية الأمر أن تفتضح امرأة أوريا الحثى، ولا يُعرَف مع مَن أخطأت. إنما الآن قد يظهر لماذا أرسل داود ليأتي بزوجها من الحرب.
حاول داود مرة أخرى، وقال لأوريا الحثى لتبت ليلة ثانية فبات أيضًا على سلم القصر، ولم يدخل إلى بيته. رأى داود أن الأمر سوف يشتهر أكثر، وحتى لو أبقاه شهرًا من الزمان، فلا فائدة. هكذا صرفه وأخذ يفكر في أسلوب آخر للتصرف.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي
كتاب المسيح في سفر إشعياء - الأنبا بيشوي
كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي
كتاب بين أبيجايل الكرملية وداود الملك - الأنبا بيشوي


الساعة الآن 07:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024