تقتضي رسالة يسوع أن يقدِّم شؤون آبيه السَّماوي على شؤون أبويه مريم ويوسف. ويُؤكِّد يسوع هنا استقلاليته ضِمن إطار الرِّسالة المُوكَّلة إليه "فقالَ لَهُما: ولِمَ بَحثتُما عَنِّي؟ أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي؟)) (لوقا 2: 45). ومن هذا المبدأ، جاء يسوع يُعلن أن الطِّفل من حقُّه مُمارسة الحياة حسب ما يناسب شخصه ومواهبه وإمكانيَّاته ودعوته، وأنَّه من حقِّ الطِّفل أو الصَّبيُّ أن يسلك في رسالته، ولا يكون آلة في يديّ الوالدين. يليق بالوالدين، بمعنى آخر، أن لا يتعاملا مع ابنهما كامتداد لحياتهما يُشكلانه حسب هواهما وأمنيَّاتهما، وإنَّما يوجِّهانه لتنمية مواهبه وقدراته، ويعاملانه كشخص حرٍّ له مقوِّمات شَّخصيّة مستقلَّة، وليس شخصيَّة تابعًيَّة.