فلقد عيَّن لهم الملك وظيفة كل يوم بيومه من أطايب الملك ومن خمر مشروبه (دانيآل1: 5). وغالبًا ما يكون في أطايب الملك لحم ذُبح للأوثان، وبهائم كانت حسب الناموس تُعتبر نجسه. وعيّن لهم أيضًا خمرًا. ولكن يخبرنا الكتاب أن دانيآل «جعل في قلبه (أي صمم) أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس».
ويومًا صنع نبوخذناصَّر تمثالاً من ذهب، وأمر الجمع أن يسجدوا له، ومن لا يسجد يُلقى في آتون النار. لكن رفض حنانيا وميشائيل وعزريا، وبإصرار، أمر الملك. واجابوه قائلين «يا نبوخذناصَّر لا يلزمنا أن نجيبك على هذا الأمر هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من آتون النار المتقدة وأن ينقذنا من يدك أيها الملك. وإلا فليكن معلومًا لك أيها الملك أننا لا نعبد إلهك، ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته» (دانيآل3: 16-18).
تأمل معي أخي العزيز كلمة ”وإلا“، أي أنه حتى لو كانت مشيئة الله أن نُحرق ونموت في آتون النار، فنحن مُصرّون على عدم السجود للتمثال. فالأمر لا يقبل أي تردّد أو تراجع. فهل نتعلم نحن هذا الدرس الرائع؟