أنَّ الله يُقسِّي القلب أي يسمح بتقسيته؛ فلا يكون الله هو مصدر الخطيئة، بل القاضي الذي يدينه. وإمّا الإنسان يُقسِّي نفسه بنفسه فعندها يرتكب خطيئة. فعلى سبيل المثال، فإن كان فرعون لم يأذن لإسرائيل بالانطلاق، فذلك إمّا لأن الله قد قسَّى قلبه (خروج 4: 21)، وإمّا لأن فرعون قسّى نفسه بنفسه (خروج 7: 13-14) وبولس يؤكد بوضوح: " إن الله يَرحَمُ مَن يَشاء وُيقَسِّي قَلْبَ مَن يَشاء" (رومة 9: 18).
أمَّا سبب قَسَاوة القلب فهو عَدَم الاستعداد لقبول يسوع. يقول يوحنا الإنجيلي إن النُّور يُعمي القوم الذين ليسوا على استعداد لقبوله: "وإِنَّما الدَّينونَةُ هي أَنَّ النُّورَ جاءَ إِلى العَالَم ففضَّلَ النَّاسُ الظَّلامَ على النُّور لأَنَّ أَعمالَهم كانت سَيِّئَة. فكُلُّ مَن يَعمَلُ السَّيِّئات يُبغِضُ النُّور فلا يُقبِلُ إِلى النُّور لِئَلاَّ تُفضَحَ أَعمالُه. وأمَّا الَّذي يَعمَلُ لِلحَقّ فيُقبِلُ إِلى النُّور لِتُظهَرَ أَعمالُه وقَد صُنِعَت في الله" (يوحنا 3: 19-21).