فإِذا رَجُلٌ يُدْعى زَكَّا وهو رئيسٌ للعَشَّارينَ غَنِيٌّ
"العَشَارون" فتشير إلى جماعة الجباة الذين يجمعون من المواطن عُشْر دخله الأساسي وكانوا يستوفون أكثر من الجزية المُقرَّرة ويأخذونها لأنفسهم كما يؤكد يوحنا المعمدان في نصائحه لهم "لا تَجْبوا أَكثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكم" (لوقا 13:3)، هذا مع ما اتسم به العَشَارون بصفة عامة من حب لجمع المال بروح الطمع والجشع والقمع والسرقة واستغلال إخوتهم اليهود بلا رحمة. هذا بالإضافة كانوا يأخذون المال من الشعب المال ويعطونه للمستعمِر الروماني. فحياتهم هي تآمر ومؤامرة على الشعب، ولذلك كرههم اليهود وأسموهم لصوصًا. وكانت تهمة اليهود ليسوع بانه "صَدِيقٌ لِلجُباةِ والخاطِئين" (متى 11: 19). لذلك العَشَارون هم خطأة شانهم شأن كل خطأة. و "كانَ الجُباةُ والخاطِئونَ يَدنونَ مِنه جَميعاً لِيَستَمِعوا إِلَيه" (لوقا 15: 1)، فهو فتح لهم باب قبول أمام الله كما جاء في تصريح له "إِنَّ الجُباةَ والبَغايا يَتَقَدَّمونَكم إلى مَلَكوتِ الله. فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العَشَارونَ والبَغايا فآمَنوا بِه" (متى 21: 31-32).