رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابن ألقانة وابنا عالي: أ. ما أبعد الفارق بين ابن ألقانة وحنة، ابن الصلاة والإيمان، وابني عالي الكاهن. الأول تربى في خوف الله، فكان سبب بركة لنفسه وعائلته وشعبه بل ولنا نحن إذ صار قدوة عبر الأجيال. وأما ابنا عالي الكاهن فقد استغلا مركز أبيهما لصالحهما الذاتي. تركا الرعية بين الذئاب، بل صارا ذئبين يصنعان الشر ويعثران الشعب معهما، وقد تهاون والدهما في تأديبهما. وحين أراد توبيخهما تكلم في رخاوة، فجلبا على نفسيهما وعلى والدهما وعائلتهما والشعب عارًا، وصار عبرة لكل من يتهاون في تربية أولاده. يُلقب الكتاب المقدس ابني عالي "بني بليعال" وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص:[دُعِيَ ذات الشخصين "بني عالي" و"بني بليعال"... عندما دُعيا "بني عالي" أعلنت علاقة القرابة الطبيعية لعالي، وإذ دُعيا "بني بليعال" أُعلن الشر الذي اختاراه، إذ لم يعودا يتمثلان بأبيهما في حياتهما بل ركزا غرضهما في أن يخطئا]. ج. قيل عن ابني عالي أنهما لم يعرفا الرب [12]. أنهما ككاهنين عرفا الكثير عن الرب خلال التعليم والمعرفة النظرية، لكنهما لم يعرفاه في حياتهما العملية وسلوكهما. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إن الكتاب المقدس يحدثنا عن أنواع كثيرة من المعرفة، من ذلك قول الرسول بولس: "يعترفون بأنهم يعرفون الله ولكنهم بالأعمال ينكرونه" (تي 1: 16)]. د. إذ فسد قلبا ابني عالي استهانا بالطقس [13-16]، كما استخفا بالحياة الطاهرة والقداسة فأفسدا نساء شعب الله [22]، وأهانا الله نفسه. فمن جهة الطقس كان من حق الكاهن أن يأكل الصدر والساق اليمنى بعد حرق الشحم للرب (لا 3: 3-5)، ويقوم بتوزيع الباقي على أسرة مقدم الذبيحة (لا 7: 29-34)، لكن ابني عالي تصرفا حسب هواهما فأفسدا المقدسات [17]. عندما يدب الفساد في أعماق الإنسان يستهين بكل شيء: بالطقس كما بالطهارة وبحقوق الغير حتى بالنسبة لله نفسه إلخ... |
|