عبارة "ولا وَصِيَّةَ أُخرى أَكبرُ مِن هاتَيْن" إلى تلخيص يسوع الوصيتينفي وصية واحدة هي وصية المحبة، الأولى نحو الله (التثنية 6: 4-5) وثانيا نحو الإنسان (الأحبار 19: 18)، ويقوم يسوع بتقريبهما من بعضهما البعض، وعلم الناس أن غاية الناموس إنما هي المحبة لله والقريب "بِهاتَينِ الوَصِيَّتَينِ تَرتَبِطُ الشَّريعَةُ كُلُّها والأَنِبيا " (متى 22: 40)، والوصيتان متماسكتان متكاملتان لا تقوم الواحدة بدون الأخرى. وأكد ذلك بولس الرسول " فإِنَّ الوَصايا الَّتي تَقول: لا تَزْنِ، لا تَقتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشتَهِ وسِواها مِنَ الوَصايا، مُجتَمِعةٌ في هذِه الكَلِمَة: أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" (رومة 13: 9). وقد جاء السيد المسيح ليؤكد الحاجة إلى تغيير شامل في النفس والقلب والفكر مع تجاوب كل طاقات الإنسان وإمكانياته مع هذا التغير الداخلي. وقد جاءت إجابة المسيح متفقة مع الوصايا العشر المنقسمة للوحين: الأول يختص بمحبة الله (الوصايا الثّلاث الأُولى)، واللوح الآخر يختص في محبة القريب (الوصايا السّبع الأخيرة)، وهكذا لخص السيد الوصايا أن تحب الله وتحب قريبك. والجدير بالإشارة أن الناس في أيامنا يُشدّدون على المحبة للناس أو الإحسان إليهم ولكنهم ينسون واجب المحبة لله. الرب يربط الاثنين. فعمل الخير (محبة القريب) لا يعتبر بديلا للديانة (محبة الله) بل يجب إن يصدر عنها.