المهم في نظر الله ليس ان يقول له الانسان "نعم" ثم يرفض العمل، إنما المهم هو الطاعة. الله لا ييأس أبدا من الإنسان، بل هو مستعدٌ ان يستقبله حين تظهر عنده اقل علامة من علامات التوبة، ويظل الله واثقًا بقلب الإنسان، وبرغبته في الحياة، وبقدرته على اختيار طريق الصدق والنور. فالأبرار بحسب الناموس (عظماء الكهنة ورؤساء الشيوخ) قالوا "نعم"، ولكنهم عادوا يرفضونه من خلال رفضهم كرازة يوحنا المعمدان. ولماذا لم يسمعوا ليوحنا المعمدان؟ لأنّهم ممتلئون غرورًا وتعاليًا على الآخرين واكتفوا بذواتهم فصُمّت أذانهم عن الاستماع إلى الله الحاضر في حياتهم. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول "أَتَفتَخِرُ بِالشَّريعةِ وتُهينُ اللهَ بِمُخالَفَتِكَ لِلشَّريعة؟" (رومة 2: 23). أمَّا الخطأة (الجُباةَ والبَغايا) بنظر الشريعة فإنهم قالوا لله "لا"، ولكنهم عادوا وأطاعوا لمّا قبلوا كرازة يوحنا المعمدان (متى 21: 32).