منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 08:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

حوار بين القديس كيرلس الكبير وبين أحد الذين ينكرون لاهوت الروح القدس

ويقولون أن الروح القدس حال في النفس كمجرد فعل أو قوة أو نعمة خارجية

سنرمز لكلام القديس كيرلس الكبير بحرف ( ك)

ولمنكر لاهوت الروح القدس بحرف( ن)

  • (ك) [ ألا نقول إن الإنسان على الأرض قد خُلق على صورة الله ؟ ]
(ن) بالتأكيد
  • (ك) [ فالذي ينقل إلينا صورة الله ويطبعها فينا على غرار ختم، هذا الجمال الفائق على الأرض، أليس هو الروح ؟ ]
(ن) نعم ولكن ليس كإله. بل كواسطة فقط لنعمة الله.
  • (ك) [ إذن فكأنك تقول ليس هو بنفسه، بل هي نعمة يطبعها فينا ؟ ]
(ن) هذا ما يظهر لي أنه حق
  • (ك) [ إذن، فكان يجب أن الله يدعو الإنسان أنه خُلق على " صورة النعمة "، بدلاً من دعوته أنه خُلق على " صورة الله ". ولكن من حيث أنه ثَّبت في النفس نسمة الحياة التي نفخها فيه وهي الروح القدس، فقد كُتب أنه خلقه على صورة الله.
ولكن بعد أن فَقَدَ الإنسان قداسته، فحينما أراد أن يسترجعه إلى الجمال الأول القديم فعل ذلك ليس بشكل مختلف عن الشكل الذي خلقه به في الأول. فالمسيح، في الحقيقة، نفخ على الرسل القديسين الروح القدس حينما قال لهم: " اقبلوا الروح القدس ".
فإن كانت هي نعمة كما يقولون إنها معطاة من الروح القدس ومنفصلة عن جوهر الروح، فلماذا لم يقل الطوباوي موسى بوضوح وهو يصف كيف خلق الله الإنسان نفساً حية: إن خالق الكون نفخ " نعمة " بواسطة " نسمة الحياة " التي هي الروح القدس ؟
والمسيح لماذا لم يقل للرسل : أقبلوا النعمة بتوسط الروح القدس ؟
والآن، فالأول ( أي موسى ) قال: " نفخ نسمة الحياة ". فطبيعة اللاهوت هي حياة حقيقية، فما دامت هي تُحيينا حقاً، فنحن بها نتحرك ونوجد؛ أما الثاني ( أي المخلّص ) فيقول فيما بعد: " اقبلوا الروح القدس "، فإن نفس هذا الروح هو الذي يسكن بالحق ويدخل في نفوس المؤمنين، وبه وفيه يُغيرهم إلى الشكل الأول، أي فيه وعلى مثاله هو يجددنا بهذا الشكل إلى أصل الصورة لنعرف شخص الآب والابن.
ولأن الشبه الكامل والطبيعي للابن هو الروح، فنحن إذ نتغير إلى شكل ذاك بواسطة التقديس، فإننا نُصاغ على مثال الشكل نفسه الذي لله. وهذا ما تُعلَّمه لنا كلمات الرسول: " يا أولادي الذين أتمخض بكم إلى أن يتصور المسيح فيكم " ( غلاطية 4: 19 )
إذن فقد تصور المسيح فيهم بالروح، وهو الذي بنفسه يسترجعنا إلى الله. ثم إذ نكون قد تصورنا بحسب المسيح، فإن المسيح يكون منقوشاً ومطبوعاً فينا بالروح، كمثل من هو مماثل طبيعياً للروح، فالروح هو الله، وهو الذي يجعلنا مماثلين لله، ليس بواسطة نعمة وسيطة ( كما يقول منكرو لاهوت الروح القدس الحال في النفس )؛ بل هو يعطي نفسه ( بنفسه ) للأبرار في شركة الطبيعة الإلهية ]
(ن) ليس عندي ما أردَّ به على ما قيل .
  • (ك) [ لقد دُعينا لنكون، وها نحن بالفعل صائرون، هياكل لله ومؤلَّهين. لماذا إذن يتساءل المعارضون ويقولون إننا نشترك في نعمة غامضة ومجردة من الجوهر ؟ والأمر ليس هكذا.
لأننا نحن هياكل للروح الذي يوجد ويمكث فينا، وبسببه فنحن بالسوية دُعينا مؤلَّهين، من حيث أننا باتحادنا به، فنحن دخلنا في شركة مع اللاهوت ومع الطبيعة فائقة الوصف، وإن كان الروح الذي يؤلهنا θεοποιοûν بنفسه هو حقاً غريب ومنفصل من جهة لاهوت الطبيعة الإلهية، فإننا نكون قد خزينا رجائنا.
فكيف يتسنى لنا والحال هكذا إذن أن نصير مؤلَّهين وهياكل لله، بحسب الكتاب المقدس، بالروح الذي فينا ؟ لأن ما تجرَّد من كونه الله كيف ينقل هذه الخاصية ( التألَّيه وهيكل الروح القدس ) للآخرين ؟ ولكننا نحن بحق هياكل ومؤلَّهين. والروح الإلهي ليس إذن من جوهر مختلف عن جوهر الله έτερούσιον πρός θέον ]
Dialogue VII sur la Trinité, P.G. 75, B-1088 B-1089 D
( ممكن الرجوع لكتاب دراسات في آباء الكنيسة ص 523 – 524 )

وطبعاً كلمة مؤلهين لا يُقصد بها أننا نصير آلهه، بل نتغير لصورة الرب يسوع لنكون له مشابهين في القداسة والحق بصورة نسسبية اي ندخل في النهاية للاتحاد بالله وهذا يتم عملياً بطبع صورته فينا واتجادنا به في سر الإفخارستيا [ لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين ] (رومية 8: 29)، [ ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح (القدس) ] (2كورنثوس 3: 18)...

فالله يا أخي الغالي لا يسكن في الأتقياء والقديسين، ولا وفي كل من يُرشم بالميرون ويقبل الروح القدس بطريقة مجازية أو بمجرد نعمة كما في العهد القديم، لأنه لا يقدسنا مجازاً، ولا يعطينا شركة شكلية أو كمجرد تأمل وخيال فكري، لأن كل ما كتب في الإنجيل ليس مجرد كلمات بلا روح وحياة، أو هي فلسفة لإنشاء دين جديد ليشبع عقول البشر، بل هي على مستوى الخبرة وتذوق النعمة بالفعل والحق في سرّ خلاص الله في أعماق كياننا الإنساني، والقديس كيرلس الكبير أوضح أن الثالوث القدوس كله يعمل معاً على تقديس المؤمن المسيحي إذ يقول:
[ إنه الروح الذي يوحدنا ويجعلنا متوافقين مع الله، ونواله يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية، ويجعلنا ننال الابن، وبالابن ننال الآب ]

Sur saint Jean, XVIII, 18, P.G 74, 545

[ الروح هو الصورة الحقيقية لجوهر الابن الوحيد، وبحسب قول القديس بولس: " الذين سبق فعرفهم ، فهؤلاء عيَّنهم أيضاً ليكونوا متشابهين في صورة ابنه "؛ هؤلاء هم النفوس التي يسكن فيها الروح، والروح يجعلهم مشابهين لصورة الآب، أي الابن. وهكذا بتوسط الابن أُعيدوا إلى الآب الذي الابن مولود منه ، وذلك بواسطة الروح ]

Sur saint Jean, XVIII, 18, P.G 74, 541

فالله الثالوث القدوس، يعمل من أجل خلاصنا، والآب والابن يصنعان فينا مسكناً، والروح القدس هو الذي يحقق ويعلن حضور الآب والابن فينا:
[ الروح القدس يعمل فينا بنفسه، إذ يقدسنا حقاً ويوحدنا بنفسه، وباتصاله واتحاده بنا يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية ]

Tresor,34, P.G. 75, 598
الروح القدس يسكن بنفسه وبشخصه أي بأقنومه في النفس، ويعمل فيها مباشرة بجوهره وليس من خلال وسيط أو قوة ένέργεια ( إنيرجيا )، إنه يعمل بحضوره الشخصي البسيط أي بذاته، وحضوره هذا يكفي لتجديد النفس ، وبعمله في النفس يطهر الجسد أيضاً ويقول القديس كيرلس الكبير :
[ بسبب أن نفسنا يجب أن تغتني بحضور الله، فلا يكفي أن يكون الذي نناله " روحاً " غريباً عن اللاهوت ومختلفاً عنه جوهرياً، إنه يجب أن يكون هو روحه الخاص ]

Dialogue VII sur la trinite, P.G 75, 1093 A

[ وهذه القوة المقدَّسة δύναμην άγιαστικήν التي تنبثق طبيعياً من الآب، والتي تكمَّل الناقصين، نحن نسميها " الروح القدس ". ومن نافلة القول، أن نتخيل أن الخالق لابد أن يقدَّس عن طريق وسيط، ذلك لأن محبة الله للبشر لا تستنكف عن أن تنحني إلى أصغر نفس وأن تقدس بالروح القدس كل ما هو من عمله... وإن كان الروح القدس لا يعمل فينا بنفسهούκ αύτουργει وإن لم يكن هو بالطبيعة ما ندركه، وإن لم يكن ما نناله هو نفسه النعمة التي يرسلها لنا، فواضح أن نعمة الروح القدس تُرسَل لنا بواسطة شيء مخلوق، وهذا ليس حقاً .
لأنه إن كان بموسى أو بالملائكة كان الناموس، ولكن بمخلصنا كانت النعمة والحق. لذلك فالروح القدس بنفسه، يعمل فينا، وهو يقدسنا بالحقيقة، ويوحدنا به بالاتصال به، ويجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية ]

Tresore, ass. 33, P.G. 75, 579 A-C


ويقول في منتهى الوضوح :
[ نحن نصير شركاء الطبيعة الإلهية . ولهذا فنحن – كما يقال – مولودون من الله وقد دُعينا " مؤلَّهين ". وليس فقط بالنعمة ού χάριτι μόνον أننا ارتقينا إلى هذه النعمة الفائقة للطبيعة، فنحن نقتني الله ساكناً وماكثاً فينا .. نحن هياكل الله، وذلك بحسب ما قال القديس بولس، وذلك لأن المسيح يسكن فينا ]

Sur saint Jean, I, 13, P.G. 73, 157 B
ويقول أيضاً :
[ لقد كان في الآباء استنارة غنية جداً بالروح القدس، جعلتهم قادرين على التنبؤ بالمستقبل ومعرفة المخفيات. ولكن في المؤمنين بالمسيح ليس فقط توجد الاستنارة بالروح القدس، بل هو الروح القدس بذاته – الذي نحن لا نخاف من أن نؤكد على أنه يسكن ويمكث فينا . ]

Sur saint Jean, VII, 39, P.G. 73,737, A-B


( ممكن الرجوع لكتاب دراسات في آباء الكنيسة من صفحة 517 – 522 )
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الروح القدس في العهد القديم ( لاهوت الروح القدس )
لاهوت الروح القدس👑 بعض اعمال وصفات الروح القدس💥
تأملات القديس باسيليوس الكبير في عمل الروح القدس
شهود يهوة ينكرون الروح القدس
لاهوت الروح القدس


الساعة الآن 10:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024