رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
راعوث في بيت نعمي: "فالتقطت في الحقل إِلى المساء وخبطت ما التقطته فكان نحو إِيفة شعير، فحملته ودخلت المدينة فرأت حماتها ما التقطته وأخرجت وأعطتها ما فضل عنها بعد شبعها" [17-18]. بعد يوم طويل قامت فيه راعوث بالعمل منذ الصباح حتى المساء دون أن تستريح جسديًا جمعت الكثير من الشمائل الساقطة، خبطتها بعصا لتفرز الحبوب من التبن، فتدخل إِلى المدينة وتقدم لحماتها نحو إِيفة شعير تكفيها حوالي خمسة أيام. لكنه يوم مفرح وبهيج فيه التقت ببوعز وتمتعت بحديثه الطيب وبأعماله الرقيقة. إِنها صورة حيَّة للنفس المجاهدة كل أيام غربتها فإنها لا تعرف لراحة الجسد طعمًا، لكن ما يفرحها هو لقاؤها وسط العمل بعريسها وتعرفها عليه واستماعها لكلماته وقبولها وعوده الإلهية. هنا ويليق بها في نهاية كل يوم أن تضرب ما قد جمعته خلال جهادها بعصا الصليب فتفرز الحبوب الصالحة من التبن المستحق للنار، وتنطلق بحصادها الروحي إِلى قلبها الداخلي كما إِلى المدينة وتقدمها لنعمى أي للوصية أو الشريعة الإلهية لتختلي بها تراجع حسابات اليوم معها، وتمجد الله العامل فيها. لعل الذي فرح قلب نعمي ليس "إِيفة الشعير" التي جاءت بها راعوث في نهاية اليوم بعد شبعها، وإِنما بالأكثر رأت على ملامحها علامات فرح وبهجة قلب، فأدركت أنها نالت بركة، لذا قالت لها: "أين التقطتِ اليوم؟ وأين اشتغلتِ؟ ليكن الناظر إِليك مباركًا" [19]. لم تجد نعمي في راعوث علامات إِرهاق شديد أو تذمر وضيق بل وجدت فيها روح الفرح فقالت: "مبارك هو من الرب لأنه لم يترك المعروف مع الأحياء والموتى... الرجل ذو قرابة لنا، هو ثاني ولينا" [20]. من هو بوعز الذي فيه أُعلنت بركة الرب للأحياء والأموات والذي يُحسب ذا قرابة لنا، ثاني ولينا إِلاَّ شخص السيد المسيح، الذي فيه تبارك الجميع فانطلق الأموات من الجحيم إِلى الفردوس وامتلأ الأحياء رجاء فيه، هذا الذي ارتبط بنا وحمل طبيعتنا بكونه الأخ البكر، وقد تقدم كولي ثان لنا بعد أن شاخ الناموس، الولي الأول يعجز عن إشباعنا. أما وصية نعمي "الناموس" لراعوث فجاءت تؤكد وصية بوعز أن تلازم فتياته... وكأن الناموس وقد قبلناه روحيًا إِنما يؤكد ما يقدمه لنا السيد المسيح: أن نلازم قديسيه ونحيا معهم ككنيسة واحدة مقدسة فيه. يقول الكتاب: "فلازمت فتيات بوعز في الالتقاط حتى انتهى حصاد الشعير وحصاد الحنطة وسكنت مع حماتها" [23]. هكذا يليق بنا أن نسكن مع الناموس الروحي الذي فيه ننعم بالسيد المسيح لا خلال الحرف القاتل والشكل الجاف وإِنما خلال الروح الحيّ. ولننتظر في جهادنا على الأرض ملازمين فتيات بوعز أي العذارى الحكيمات في وحدة الإيمان العملي، وحدة الروح والعمل حتى ينتهي حصاد الشعير أو حتى ينتهي حصاد العهد القديم (الشعير) وحصاد العهد الجديد (الحنطة) لنلتقي جميعًا مع بوعز الحقيقي على السحاب كعريس الكنيسة الجامعة! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(راعوث 1 :22) فرجعت نعمي و راعوث الموابية كنتها معها |
إِصرار راعوث على العودة مع نعمى |
رأت نعمي ملامح الفرح على وجه راعوث |
رفضت نعمي أن ترافقاها راعوث |
أَلِيمَالِك زوج نعمي، حما راعوث |