|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن التلميذ، وقد زهد في ذاته وممتلكاته، يتعلّم أن يتبع يسوع حتى الصليب "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني" (متى 16: 24). وعندما يطلب يسوع من تلاميذه مثل هذه التضحية، لا تضحية خيراتهم وممتلكاتهم وحسب، إنما أيضا تضحية أشخاصهم، فهو يظهر نفسه كإله، ويبيِّن نهائياً إلى أيّ مدى تبلغ متطلبات الله. لكن التلاميذ لن يستطيعوا أداء هذه المتطلبات إلاّ عندما يتمم يسوع أولاً فعل هذه التضحية في موته وفصحه. فعلى سبيل المثال بطرس المستعد بالروح لاتّباع يسوع حيثما يذهب، (متى 26: 35) والذي لضعفه لم يتورَّع عن تركه أسوة بباقي التلاميذ (متى 26: 56)، غير إنه لم يستطع أن يُدرك ذلك إلا عندما فتح يسوع الطريق بموته وقيامته: عندئذ فقط ذهب بطرس إلى حيثما لم يكن ليخطر بباله كما صرّح له يسوع "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: لَمَّا كُنتَ شاباً، كُنتَ تَتَزَنَّرُ بِيَديكَ، وتَسيرُ إلى حَيثُ تشاء، فإِذا شِخْتَ بَسَطتَ يَدَيكَ، وشَدَّ غَيرُكَ لكَ الزُّنَّار، ومَضى بِكَ إلى حَيثُ لا تَشاء. قالَ ذلكَ مُشيراً إلى المِيتَةِ الَّتي سيُمَجِّدُ بِها الله. ثُمَّ قالَ له: اِتَبْعني! (يوحنا 21: 18-19). وإن المؤمن الذي يتبع المسيح "حيثما يذهب" (رؤيا 14: 4)، عندئذ يتحقق وعد يسوع: "مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي" (يوحنا 12: 26). |
|