|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
((توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات)). "اقتَربَ" فتشير الى ان ملكوت الله صار قريبا، وبالتالي بدء نظام جديد، وتدل العبارة أيضا على ان الملكوت حاضر " فقد وافاكُم مَلكوتُ الله"(متى 12: 28)؛ وهذا الحضور يمكن ان يفهم بطرق مختلفة: فأمّا ان هذا الملكوت قد حُقّق تماماً، وإمّا أنه أفتتح افتتاحا سريا في شخص يسوع ونشاطه، على ان يُظهر علانية للجميع في وقت قريب. ومهما يكن الآمر، فإنّ الملكوت يقتضي ان يتوب الإنسان؛ أما عبارة "مَلكوتُ السَّموات" فتشير الى اصطلاح خاص في انجيل متى، أما باقي الإنجيليين فكانوا يستعملون اصطلاح ملكوت الله. لأن متى كان يكتب لليهود الذي اعتادوا ان لا يلفظوا اسم الله. فاستعمل متى الإنجيلي عبارة "ملكوت السماوات" (33) مرة، واستعمل (4) مرات عبارة "ملكوت الله" (متى 12: 28، 19: 24، 21: 31). ولا تدل عبارة " ملكوت السماوات " على ان هذا الملكوت سماوي، بل ان الرب الذي في السماوات يملك على العالم. وقد ورد في العهد القديم أنَّ الملكوت هو للرب كما يترنم صاحب المزامير "لأَنَّ المُلكَ لِلرَّبَ وهو يَسودُ الأمَم" (مزمور 22: 29)، ويبشّر متى الانجيلي بان هذا الملكوت الدائم قد اقترب من الناس في شخص يسوع عندما دخل الله بنفسه الى تاريخ الجنس البشري كإنسان. فالمسيح يسوع يملك الآن في قلوب المؤمنين، كما يقول الرسول بولس " إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ " (رومة 10: 8). لكن ملكوت السماوات لن يتحقق تماما إلاَّ بعد إدانة كل الشر الذي في العالم وإزالته. والملكوت هو واقع حاضر وهو رجاء مقبل، وهو ليس مكان ندخل إليه بل هو حالة نعيشها. |
|