|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الكتاب المقدس حادث واحد شهير يشجّع الذي لم يتُبْ في حياته السابقة على أن يقدِّم التوبة عند مماته. لكنه حادث وحيد، لئلا يطمع كلُّ خاطئ بسببه ويؤجل توبته إلى ساعة مماته. وسرعان ما قال المسيح للص: "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس". وعد المسيح اللص بسعادة بعد موته حالاً، يكون هو رفيقه فيها، وفي هذا الوعد أظهر مرة أخرى سلطانَه الإلهي. وتمَّت في هذه الساعة نبوةٌ أخرى للنبي الإنجيلي إشعياء، قال فيها عن المسيح: "مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا" (إشعياء 53:11). مثَّل اللصان الجنس البشري بأسره. فكان عن يسار المخلص المصلوب ممثِّلُ القسم الهالك من البشر، لأنهم يموتون في خطيتهم. وعن يمينه ممثّل القسم الذي يخلُص بخلاصٍ أبدي، لأنه يتوب ويؤمن بالمخلص الوحيد. فبينما كان الكهنة يقدمون في تلك الساعة للّه في هيكله الحُزْمة، التي هي باكورة حصاد الشعير، حسب شريعة موسى، قدم المسيح رئيس كهنتنا للآب في السماء باكورة حصاد الذين دعاهم بموته إلى الإِيمان والخلاص. نعلم من كلام المسيح عن الفرح الذي يكون في السماء بخاطئ واحد يتوب، أن فرحه بهذا التائب أنساه عذاباته. وأنه حسبه مكافأة عن كل ما تكبَّده في إتيانه من السماء بالنظر إلى قيمة النفس الواحدة. فكلمته هذه الثانية على الصليب هي كالأولى حباً، لا لنفسه بل للآخرين، وليس للقريبين منه بل للبعيدين عنه في الروح والأفكار والصفات. |
|