رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا حوار روحي جميل جدا مع إحدى النسوة الثلاث التي جاء ذكرهن في الكتاب المقدس أنهن قد سكبن الطيب على قدمي ورأس مخلصنا الصالح وهيه المرأة الخاطئة التي سكبت طيب التوبة لو 7: 36-50 كنت زانية مشهورة في المدينة، وكم أسقطت من شبان ، وكم دمرت بيوتا ... ولكن قلبي كان مرا ً مرارة العلقم من كثرة خطاياي. سمعت عن السيد المسيح له المجد، وكيف أنه مريح التعابى ومخلص الخطاة ... وبدأت أتتبعه أينما ذهب ... كان لكلامه صدى راحة في قلبي المُتعب، وأحسست- كامرأة خاطئة- أن لي مكانا ومكانة في قلبه الكبير سمعت أنه سار 6 ساعات ليفتقد ويخلص السامرية من خطيئتها وقد حولها من زانية إلى مبشرة يو 4: 1-42 سمعته يوما يقول : لم أت لأدعو أبرارا، بل خطاة إلى التوبة مت 13:9 وكم كان هذا الكلام يحدث في قلبي تأثيرا ومفاعيل جميلة... وأعود في ضعفي مرة أخرى للخطيئة .. وأقوم ثانية أبحث عنه. ويوما سمعته يقول : تعالوا إليَ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم مت 28:11وبدأت مفاعيله الإلهية تعمل في قلبي بقوة ، إلى أن توبتني ، وملأت قلبي بمحبته ....( ... أنها أحبت كثيرا فكرت ماذا أفعل ؟ ... كيف أعبَر للسيد عما يجيش في قلبي من توبة وحب وتمجيد؟ .. . فقمت وأحضرت زجاجة طيب ، وأذبت فيها ما يجيش في قلبي من هذه المشاعر الجميلة. بدأت أتحين الفرصة لأسكب طيب توبتي على قدمي ملكي الحبيب ... وذات يوم علمت أنه سيكون متكأ في بيت سمعان الفريسي، فأخذت قارورة طيب توبتي وخبأتها في ردائي، وذهبت في طريقي لبيت الفريسي ... ولكن أفكار الشكوك لم تتركني طوال مسيرتي في الطريق ... كيف تقدرين أن تدخلي بيت الفريسي وأنتِ إمرأة خاطئة مشهورة في المدينة ؟ ... وإن تمكنت من دخول البيت، هل ستستطيعين أن تجلسي في الوليمة يا صاحبة السيرة النجسة ؟ إرجعي إرجعي واذهبي في مناسبة أخرى ... ولكن قلبي كان قد امتلأ بمحبة الرب ، ومشاعري متأججة فيَّ، وصلت قبل الميعاد بكثير، وانتظرت على مقربة من المنزل حتى يحضر السيد ... نظرت من بعيد، وإذ بالسيد ومعه سمعان الفريسي وكثيرون من المدعوين ، فدخلت من البوابة الخارجية مختفية بين المدعوين حتى لا يمنعني احد.. . أسرعت إلى مكان الوليمة، واختبأت في مكان جانبي، حتى أرى أين سيجلس السيد. . ودخل رب المجد ومعه سمعان والمدعوون وأخذ كل منهم مكانه... اتكأ الملك في مجلسه، وكان وجهه مضيئا كالشمس، وعينيه حانيتين... فأخذت قارورة طيبي ، وبدأت أتحرك نحوه في خشوع، وكأني لا أرى غيره ... كان قلبي فرحا للغاية، وكان يجيش فيه كلام كثير كنت أريد أن أناجيه به... كنت أريد أن أقول له.... سمعت عنك أنك مريح التعابى ... وكم هي نفسي متعبة سمعت عنك أنك الحب المطلق ... وأنا لم أجد من يحبني من قبل. سمعت عنك أنك حنون للغاية ... وكم هي نفسي جائعة لحبك وحنانك كان يجيش بقلبي هذا الكلام وغيره كثير... ولكني بمجرد أن اقتربت من السيد، ونظرت إلى وجهه الحاني جدا والمضئ كالشمس... ذابت فيَّ مشاعري، وانحبس كل الكلام الذي كان يجيش بصدري... أحسست وكأن شمس البر بأشعتها الحلوة قد أذابت جليد الخطايا التي تراكمت كتلة على قلبي ، فحولته إلى ينابيع دموع روحانية فيَاضة، تفيض من قلبي وتتكلم بها عيناي في خشوع، أسرعت بدموعي إلى ورائه باكية، فلم أستطيع أن أنظر إلى وجهه المضيئ الفاحص أعماق قلبي .. اسرعت إلى ورائه، وكم كان الخشوع الذي يملأ قلبي أني بجانب ملك الملوك ورب الأرباب، فخررت عند قدميه ساجدة ... وبدأت أغسلهما بينابيع الدموع التي تفجَرت من قلبي ، وأمسحهما بشعر رأسي، ولم أكف عن تقبيل قدميه ... أخرجت قارورة طيبي ، وبدأت أسكب على قدميه طيب توبتي ومحبتي... واختلطت دموعي وقبلاتي مع طيبي المسكوب، فقد كانت بيني وبين السيد وليمة خاصة بنا... كم فرَحت قلبه المشتاق لخلاص ونجاة كل أحد... وكم أراحت قلبي المثقل بخطاياه الكثيرة. كيف أنسى تلك اللحظات المقدسة ... كيف أنسى دموع توبتي التي غسلت قلبي قبل أن تغسل قدمي السيد .. . كيف أنسى تلك الدموع التي جعلت السيد يناجي قلبي ويقول : حولي عني عينيك، فإنهما قد غلبتاني ..نش5:6 كيف أنسى دموع توبتي فمنذ دخل السيد البيت لم اكف عن تقبيل قدميه. # بمجرد أن دخل أيتها الخاطئة .. أليس بعد دخوله بدقائق كلا ، بل بمجرد أن دخل.. ألم تكن هناك فترة قد غسلت فيها قدمي السيد بدموعك، ومسحتيهما بشعر رأسك... ثم سكبت الطيب ... ثم بدأت بعد ذلك في تقبيل قدميه؟ كلا، بل بمجرد أن دخل، وانا لم أكف عن تقبيل قدميه. ياترى كم من الوقت أيتها المرأة الخاطئة وأنتِ لم تكفي عن تقبيل قدميه ؟ لا أتذكر ، ولكنه طيلة الوقت الذي قضيته في بيت سمعان الفريسي، منذ أن دخل رب المجد حتى قال لي اذهبي بسلام ، وأنا لم أكف عن تقبيل قدميه. ما هذه المشاعر العجيبة، وطاقة الحب الهائلة التي كانت لك أيتها القديسة التائبة؟ إنه إلهي الذي انتشلني من هوة خطاياي وأثامي ... الذي نقلني من الموت إلى الحياة ... الذي آثرني بحبه وحنانه الفائق...فكانت خلجات قلبي ممتلئة حبا وتمجيدا له... فعندما وجدته، لم أكف عن تقبيل قدميه أخبريني أولا ايتها القديسة : من أين أتت لك فكرة سكب الطيب على قدمي المخلص؟ وهل كنت تمتلكين هذه الزجاجة ، أم بعت كل مالك واشتريتها ؟ قرأت في سفر النشيد : أن مادام الملك في مجلسه، أفاح نارديني رائحته ( نش 12:1) ، فذهبت وبعت كل ما أملك واشتريت اغلى قارورة طيب، وقد اذبت فيها كل ما يجيش بقلبي من توبة وحب ... ♡♡♡ قلت في قلبي : أياما وسنين هذا عددها قد أحزنت قلب مخلصي بخطاياي الكثيرة، وقد حان الوقت الآن لأفرح قلبه ... سأُفرح قلبه بزجاجة طيب فائق جدا، إسمه " طيب التوبة ". هو أغلى ما يفرِح قلب السيد أخذت قارورة طيب توبتي وبدأت أسكبها على قدمي السيد، وقلبي ينشد بلغة الطيب ويقول ☆☆☆ ربي الحبيب ، يا من جبلتني على صورتك ومثالك. كم أخطأت وآثمت ولطخت هذه الصورة المباركة ... وقد اتيت من سماء مجدك لتفتقدني، وقد آثرتني بمحبتك الحانية... فاقبل مني طيب توبتي، أسكبه على قدميك الطاهرتين يا ملكي و إلهي... أسكب مشاعر قلبي - التائب توبة حقيقية- كطيب فائق يفرّح قلبك الكبير ألم تخجلي أيتها القديسة من دموعك، وقبلاتك، وطيبك المسكوب ، امام المدعوين من الفريسين؟ صدقني لم أكن أرى إلا إلهي... كمن ينظر في شمس، فتكّل عيناه أن تنظر ما حولها... وأيضا ما كان يجيش في قلبي، كان أسمى بكثير من أن أعير اهتماما لكلام الناس أو نظراتهم... فمن يثبّت عيني قلبه على الرب في توبة صادقة، لا يعوق مسيرته أي شئ من خارج حقا أيتها القديسة التائبة أن توبتك كانت صادقة، وعزمك كان أكيدا، وإرادتك كانت حاضرة ... كم كانت مشاعر قلبك مستعدة ومتجاوبة مع مفاعيل الحب الإلهي، فتلامست معه بصدق وعمق، وانتقلتِ هكذا في زمن قصير جدا من مرحلة الخطايا الكثيرة إلى مرحلة الحب الكثير ... إنكِ أمثولة جميلة أيتها القديسة التائبة لكل إنسان منا سعى في حياة التوبة والنقاوة ... قليلون من وصلوا إلى درجة خطاياك الكثيرة ، وقليلون جدا من وصلوا إلى درجة حبك الكثير ... كان سمعان الفريسي بطقوسه الخالية من المحبة في ملئ الكبرياء والإدانة ... أما أنتِ فلم تعرفي الطقس ولا العبادة، ولكن بمحبتك ِ الكثيرة ، وأنت لا تدرين ، صنعت طقسا ً جديدا ٍ ، طقس الطيب والدموع والقبلات التي لا تكف ... وغذ بالكنيسة المجيدة تأخذ هذا الطقس وتضعه في صلاة نصف الليل كل يوم... لوقا 7:44-48 ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمَرْأَةِ، وَقَالَ لِسِمْعَانَ: «أَتَرَى هذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ وَلَمْ تُقَدِّمْ لِي مَاءً لِغَسْلِ قَدَمَيَّ! أَمَّا هِيَ، فَقَدْ غَسَلَتْ قَدَمَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِهَا. أَنْتَ لَمْ تُقَبِّلْنِي قُبْلَةً وَاحِدَةً! أَمَّا هِيَ، فَمُنْذُ دُخُولِي لَمْ تَتَوَقَّفْ عَنْ تَقْبِيلِ قَدَمَيَّ. أَنْتَ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي بِزَيْتٍ! أَمَّا هِيَ، فَقَدْ دَهَنَتْ قَدَمَيَّ بِالْعِطْرِ. لِهَذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكَ: إِنَّ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةَ قَدْ غُفِرَتْ، لِهَذَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَلكِنَّ الَّذِي يُغْفَرُ لَهُ الْقَلِيلُ، يُحِبُّ قَلِيلاً!» ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ!» لقد دُعي رب المجد لوليمة في بيت سمعان الفريسي، فوجد هناك وليمة توبتك الصادقة... وليمة محبتك الكثيرة، بدموعك وقبلاتك وطيب محبتك المسكوب... وكم فرح الرب بتوبتك العجيبة ، حتى إنه لم يحتمل كلمة تُقال عليكِ ( قبل أن تخرج من فم سمعان الفريسي ...)...عجبا ثم عجبا ، ما أروعك وما أبهاك أيتها التوبة .. . حقا ما قاله عنك الشيخ الروحاني : " إن التوبة هي أم الحياة ... تجعل الزناة بتوليين . .. هي تدخل إلى مخادع الزانيات وتجتذب الزناة من حضنها أطهاراً للمسيح ... هي بحر تغسل جميع الدنسين ... هي حاملة أطياب النعمة، والذين يقبلونها تطيب حياتهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ساكبة الطيب {ساكبة الحب} |
المرأة ساكبة الطيب |
ساكبة الطيب |
دموع ساكبة الطيب |
ساكبة الطيب |