معتز مطر يفضح قناة مصر 25
مطر: منذ الإعلان الدستوري و«مصر 25» تتبنى وجهة نظر مرسي سواء كانت صوابا أو خطأ
إنها ساعة الرحيل، بعد علاقة لم تستمر سوى شهرين فقط، ولكن معتز مطر بعد رحلة قصيرة مع قناة «مصر 25» التابعة لجماعة الإخوان المسلمين قرر أن ينهى برنامجه «محطة مصر» الذى يذاع عبر شاشتها، وهو القرار الذى جاء بعد فترة توقف عن الظهور منذ الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى فى شهر ديسمبر الماضى. ما كواليس الخروج من القناة؟ وما فائدة تجربة لم تستمر أكثر من شهرين؟ كل هذا أجاب عنه معتز مطر فى حواره لـ«الدستور الأصلي»، حيث أشار بداية إلى أنه حينما كانت هناك مفاوضات بينه وبين قناة «مصر 25» عقب مغادرته قناة «مودرن»، رأى أنه لا بد أن تكون هناك أرضية مشتركة بين كل التيارات، كما أن مسؤولى القناة وافقوا حينها على كل شروطه وعلى السياسة التحريرية والاتجاه الخاص بالبرنامج، لذلك وافق على الظهور عبر شاشتهم، ولكن التجربة أثبتت لمطر أنه لا يوجد إعلام شعبى فى مصر، وأنه لا يوجد إعلام مستقل فى مصر -حسب كلامه- ولكن هناك فقط إعلاميون يحاولون أن يكونوا مستقلين. لماذا ترك معتز مطر القناة؟ الإجابة جاءت ببساطة حينما قال مطر «وصلنا إلى طريق مسدود عشان كده سبناها»، حيث أكد أنه لم يتركها بمفرده، فهناك أيضا نور عبد الله وعصام سلطان تركوا القناة، مشيرا إلى أن القصة تحولت إلى استقطاب شديد، وأكد تفهمه لفكرة أنه فى ظل الخناقة التى تمر بها مصر أصبح المسؤولون عن القناة يحتاجون إليها من أجل الدفاع عن الإخوان، غير أنه شدد على أنه لم يكن هناك أى شىء يسىء إلى شخصه، فموقع «يوتيوب» موجود والذى وصفه بأنه ذاكرة الأمة، وكل مشهد قدمه موجود، وأنه كان يتحدث عن كل السلبيات والإيجابيات، ولكنه رأى أن القناة منذ الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى فى شهر ديسمبر الماضى أصبح لديها مشكلة حقيقية فى تقبل وجهة النظر الأخرى، وأن هناك توجها لأخذ وجهة نظر واحدة فقط هى وجهة نظر الرئيس محمد مرسى، سواء كانت صحيحة أو خاطئة، وهو ما كان عكس توجهه، كما أنه أصبح هناك قائمة ضيوف غير مرغوب فيهم، لذلك فمعتز رأى أنه لن يستطيع أن يدير الحوار من وجهة نظر واحدة، وأنه مع كامل احترامه لطاقم القناة والمسؤولين عنها، وجد أنه قد حان وقت الرحيل، وبالفعل جمعته مكالمة هاتفية مع الدكتور مراد على المستشار الإعلامى لحزب الحرية والعدالة، أنهى فيها كل شىء، وأخبره مراد بأنهم يتفهمون وجهة نظره، حيث إن معتز يرى أن برنامج «محطة مصر» لا بد أن يكون منبرا يعبر عن الرأى والرأى الآخر، ولكن بعدما حدث داخل قناة «مصر 25» فمن الصعوبة أن يفعل ذلك وفق ما رأى قائلا «لم يكن اتفاقى من البداية أنى أعبر عن الإخوان». تجربة لم تستمر سوى لشهرين لكنها كانت كفيلة بأن تكون رأيا لدى معتز مطر، الذى أوضح أن التجربة أثبتت له أن هناك صراعا بين تيارين داخل جماعة الإخوان المسلمين أحدهما إصلاحى لا يقبل بما يحدث، والآخر راض عن الوضع الحالى، ولكن الغلبة فى الوقت الحالى للتيار الراضى عما يحدث، مشيرا إلى أن الوضع لن يستمر هكذا فى المستقبل، واختتم معتز حواره بتأكيد عدد من النقاط من بينها أنه غير نادم على التجربة التى مر بها، وأن المسؤولين عن القناة حاولوا إثناءه عن قراره ولكنهم فى النهاية تفهموا موقفه، وأنه يرى أن مصر تحتاج إلى أن تكون هناك أرضية مشتركة بين الجميع، وأن البلد لا يجوز أن يكون فى حالة انقسام لشقين، كما بعث برسالة صغيرة إلى مسؤولى القناة، أوضح فيها أن المهنية الحقيقية لا أحد يختلف عليها، ولكن المسألة تحتاج إلى كثير من التعديلات، وأن يكون هناك معالجة بصورة أفضل داخل القناة، وأقسم أنه وبرنامجه سيظلان كما اعتاد عليهما الجمهور، وأنه ترك القناة تمسكا بمبدئه لا من أجل أى عروض أخرى تلقاها.
