|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا، فَيَفْرَحَ بِكَ شَعْبُكَ؟ [6] من يسقط تحت الخطية، يصير كمن سقط تحت الغضب الإلهي، وصار تحت حكم الموت الأبدي، فالعلاج في يد ذاك القادر وحده أن يحيي أو يقيم من الأموات، فيسترد الخاطي فرحه في الرب خلال عمل النعمة الإلهية. إن كانت الخطية تقتل النفس، وتحرمها من الشركة مع الله واهب الحياة، فقد صار الأمر محتاجًا إلى روح القيامة! ليس من فرحٍ حقيقيٍ دائمٍ إلا بالالتصاق بالرب ينبوع الحياة والقيامة، وواهب الفرح! * "أنت يا الله ترجع فتحيينا" [6]، ليس كما نرجع نحن إليك وعندئذ تحيينا. وإنما ليس فقط وجودنا أحياء هو من عندك، بل وباهتدائنا نفسه نصير أحياء. "وشعبك يفرح بك" [6]. بشرورهم يفرحون بأنفسهم، وبصلاحهم يفرحون بك. عندما اشتهوا أن يفرحوا بأنفسهم وجدوا في أنفسهم ويلًا، أما الآن فإذ إلهنا هو كل فرحنا، فمن يفرح في أمانٍ يفرح به، ذاك الذي لن يهلك. لماذا يا إخوتي تفرحون بالفضة؟ إما فضتك تنتهي أو أنت تنتهي، ولا يعلم أحد من ينتهي أولًا. لكن ما هو أكيد أن الاثنين ينتهيان، أما من منهما الأول، فهذا غير أكيد. لا يقدر أن يبقى الإنسان على الدوام هنا، ولا الفضة تبقى على الدوام، هكذا أيضًا الذهب والثياب والبيوت والمال والأراضي المتسعة وأخيرًا هذا النور ذاته. لا تشتهِ أن يكون فرحك في هذه الأمور، بل ليكن فرحك في ذلك النور الذي لا يغرب. افرح في ذلك الذي لا يغرب. افرح في ذلك الفجر الذي لا يسبقه أمس، ولا يليه غد. أي نور هو هذا؟ إنه يقول: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12). القديس أغسطينوس |
|