SS. Varus and Cleopatra اهتمامه بالرهبان المحبوسين واستشهاده:
كان فاروس جنديًا في مصر، عاش في القرن الرابع في زمن الإمبراطور مكسيميانوس Maximinus. كان يزور سبعة من الرهبان المحبوسين ويُحضر لهم الطعام، ولما تنيّح أحدهم عرض أن يضع نفسه مكانه. عُذِّب بوحشية وأخيرًا نال معهم إكليل الشهادة. اهتمام كليوباترا برفات الشهيد:
اهتمّت امرأة مسيحية اسمها كليوباترا برفات الشهيد، وخبّأته في جوال، وحملته معها إلى أدرها Adraha شرق بحيرة طبرية Tiberias حيث كانت تعيش، وكان الكثير من المسيحيين يأتون للتبرّك من قبر الشهيد. حين كبر يوحنا ابن كليوباترا وعزم على دخول الجندية، قرّرت أمه بناء كنيسة كبيرة ونقل جسد الشهيد إليها تكريمًا له، وحتى يكون الشهيد - الذي كان هو نفسه جنديًا - شفيعًا ومسئولًا عن ابنها. وفعلًا بنت الكنيسة ثم حملت هي ويوحنا ابنها عظام الشهيد فاروس إلى المقبرة الجديدة تحت المذبح. الشهيد فاروس يعزّي كليوباترا:
حدث في نفس الليلة أن مرض يوحنا مرضًا شديدًا وتوفي فجأة، فحملته أمه إلى الكنيسة الجديدة ووضعته أمام المذبح، وكانت تبكي وتعاتب الشهيد الذي تكريمًا له فعلت كل ذلك، وكانت تطلب إلى الله أن يعيد الحياة إلى ابنها. وهكذا ظلّت على هذا الحال إلى الليلة التالية، حين دخلت في سبات عميق من كثرة الحزن والبكاء، فرأت في حلم القديس فاروس يظهر لها في مجدٍ عظيمٍ ويقود يوحنا ابنها من يده وأنها ارتمت عند قدميه باكية باسترحام. فنظر إليها الشهيد وقال: "هل تعتقدي أنني نسيت كل الحب الذي أظهرتيه نحوي؟ هل تظني أنني لم أصلي إلى الله أن يعطي الصحة والنجاح إلى ابنك؟ واعلمي أن الصلاة قد اُستجيبت، فقد أعطاه الله صحة وحياة إلى الأبد، وأقامه ليكون من الذين يتبعون الحمل حيثما يذهب". أجابته كليوباترا: "لقد قبلت واسترحت الآن، ولكن أتضرع إليك أن أكون أنا نفسي الآن معك ومع ابني". إلا أن الشهيد أجابها: "لا، اتركي ابنك معي وبعد فترة نأتي ونأخذك". لما استيقظت كليوباترا فعلت كما أُمِرت في حلمها ووضعت جسد يوحنا ابنها بجوار فاروس، ثم عاشت حياة التكريس والوحدة سبع سنوات إلى أن تنيّحت، ودفن جسدها بجوار يوحنا ابنها والشهيد فاروس، وذلك في الكنيسة التي بَنَتها.العيد يوم 19 أكتوبر.