رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي وظائف المسيح الثلاث التي يمارسها في توسطه بين الله والناس ؟ هي وظائف النبي والكاهن والملك وقد جرب العادة منذ زمان طويل عند اللاهوتيين أن يبينوا وساطة المسيح بهذه الوظائف الثلاث. ومما يثبت لياقة ذلك وموافقته وأهميته كونه مبنياً علي نصوص الكتاب المقدس وأنه وقع موقع القبول عند المسيحيين زماناً طويلاً. وأول من جمع هذه الوظائف ونسبها إلي المسيح باعتبار كونه وسيطنا أوسابيوس المؤرخ مع أن نسبة كل من الوظائف بمفردها إلي المسيح واضح في الكتاب المقدس. وما لنا من تعاليم الكتاب في هذا الموضوع ما يأتي : 1 – أن هذه الوظائف كانت في العهد القديم متميزة. فإن النبي باعتبار كونه نبياً لم يكن كاهناً وكذلك الملك أيضاً لم يكن كاهناً ولا نبياً. وكان أحياناً لشخص واحد من شعب الله وظيفتان من هذه الثلاث وذلك مثل موسى وداود فإن الأول كان كاهناً ونبياً والآخر نبياً وملكاً ومع ذلك كانت كل وظيفة ممتازة عن الأخرى. 2 – أنه قد تنبأ بأن المسيح يكون نبياً وكاهناً وملكاً ومن ذلك قول موسى " يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من اخوتك مثلي " تث 18 : 15). وكثيراً ما أتي في الكتاب أن المنقذ الآتي يمارس جميع واجبات النبي باعتبار كونه معلناً مشيئة الله وأن يكون معلم يمارس جميع واجبات النبي باعتبار كونه معلناً مشيئة الله وأن يكون معلم البر العظيم ونور إعلان للأمم ومجداً لشعبه إسرائيل. والنص علي أنه يكون كاهناً ليس أقل وضوحاً ولا أقل تكراراً من ذلك. قال المرنم أقسم الرب ولن يندم. أنت كاهن إلي الأبد علي رتبة ملكي صادق (مز 110 : 4) وقال النبي زكريا أنه يكون كاهناً علي كرسيه (زك 6 : 13). وقال أشعياء أنه يحمل خطايا الشعب ويشفع في المذنبين. وأما وظيفته الملكية فقد تكرر ذكرها صريحاً في النبوات حتي ظن اليهود أنه يكون ملكاً فقط لأنه ورد فيها علي أنه يملك جميع الأمم وأن لا يكون لملكه نهاية وأنه يكون ملك الملوك ورب الأرباب. 3 – أن العهد الجديد يقدمه لنا نبياً وكاهناً وملكاً ويعلمنا أيضاً أن الذين يقبلونه كما يجب قبلوه بجميع تلك الوظائف. وأن المخلص نفسه خصص بنفسه جميع النبوات التي تشير إلي المسيح وأشار إلي أن موسى تنبأ بأنه يكون نبياً وإلي أن داود أنبأ بأنه يكون كاهناً وإلي أنباء دانيال بالملكوت الذي أتي ليقيمه. 4 – أن هذا الكلام ليس مجازياً كما يتضح من أن المسيح مارس وظائف النبي والكاهن والملك. فإنه لم يدع بهذه الألقاب فقط بل العمل الذي أكمله فعلاً تضمن تماماً كل ما عمله الأنبياء والكهنة والملوك القدماء مما كان ظلاً لعمل المسيح الأكمل. 5 – أننا باعتبار كوننا بشراً ساقطين وجهلاء مذنبين ومتدنسين وعاجزين نحتاج إلي مخلص يكون نبياً ليعلمنا وكاهناً ليكفر عن خطايانا ويشفع فينا وملكاً ليتسلط علينا ويحمينا. وأن الخلاص الذي نقبله منه يشمل كل ما يقدر أن يعمله النبي والكاهن والملك بموجب المعني الأسمى لهذه الكلمات. فإننا منارين بمعرفة الحق ومصالحون مع الله بموت ابنه ذبيحة عن خطايانا ومنقذون من سلطان الشيطان ومدخلون إلي ملكوت الله وكل ذلك يقتضي أن يكون فادينا نبياً وكاهناً وملكاً معاً. وبالنتيجة أن ذلك ليس فقط موافقاً لغاية رسالته وعمله بل يجب أن يحفظ في علم اللاهوت إذا شئنا أن نقبل الحق كما هو معلن في كلمة الله. أن هذه الوظائف في العهد القديم لم تكن معاً لشخص واحد أي لم يكن أحد في مدة النظام الموسوي نبياً وكاهناً وملكاً في وقت واحد وكان متى اجتمع اثنتان منها في شخص واحد لابد من انفصال إحداهما عن الأخرى. أي أنه كان يمارس أحياناً الواحدة وأحياناً الأخرى. أما المسيح فقد اجتمعت كلها فيه وحدة متحدة اتحاداً كلياً لأنه كان يعلم وهو يمارس وظيفة الكاهن ويستعمل سلطانه علي النفس بتحريرها من العمي والضلال ومن قوة الخطية وسلطان إبليس. والآن هو يتسلط علي العالم بالحق والمحبة وصولجانه هو الإنجيل. |
|