استراتيجيات فعاليات الإخوان في الذكرى الثانية لـ30 يونيو

[Mary Naeem]

استراتيجيات فعاليات الإخوان في الذكرى الثانية لـ30 يونيو


بعد مرور نحو عامين على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، بدأت استراتيجية جماعة الإخوان على الأرض تتغير تدريجيا، وفقا للمعطيات التي يفرضها التعامل الأمني علي مظاهراتهم.
كان أنصار الإخوان يعتمدون في السابق على التجمع في الميادين العامة الأكثر حيوية، ومحاولة الاعتصام مع قطع الطرق الرئيسية، لكن التعامل الأمني مع فعالياتهم فرض عليهم استراتيجيات جديدة تحاول الجماعة التأقلم معها.
ومع حلول الذكرى الثانية لـ30 يونيو، واستعدادات الجماعة للتظاهر، تزامنا مع أحكام الإعدام التي صدرت في حق الرئيس الأسبق محمد مرسي وقادة الإخوان، وسط إحكام السيطرة الأمنية على الميادين والطرق العامة، نرصد أبرز الاستراتيجيات التي يمكن أن يعتمد عليها الإخوان في المظاهرات:
الاعتماد على الأماكن النائية
يعتمد أنصار الإخوان على التظاهر في الأحياء البعيدة عن الطرق والميادين الرئيسية، ونادرا ما يكون لهم تواجد في ميادين رئيسية، ويرجع تظاهرهم في القرى والمناطق النائية إلى البعد عن المواجهة المباشرة مع الأمن، إضافة إلى محاولة ايجاد ظهير شعبي من سكان تلك الأحياء الصغيرة.
ففي حي ناهيا، أحد الأحياء الشعبية بمحافظة الجيزة، ترتكز تظاهرات الإخوان، لاسيما قبل موعد الإفطار بساعة واحدة، وهو ما يجعلهم في معزل عن الملاحقة الأمنية، خاصة في ذلك الموعد الذي يترقب فيه المسلمون آذان المغرب للإفطار.
كما يتظاهر أنصار الإخوان في قرى وأحياء متنوعة في صعيد ودلتا مصر، بعيدا عن الميادين التي تشهد تواجدا أمنيا.

فعالية خطف الأضواء
على الجانب الآخر، تأتي الاستراتجية الثانية لأنصار الإخوان في تظاهراتهم، وهي الدخول بشكل مفاجئ في ميدان عام، ولمدة لا تتجاوز دقيقة واحدة، يشعلون فيها شماريخ، ويلتقطون صورا لإثبات حضورهم واحتجاجهم.
وهذا ما بدا في مسيرتهم الأخيرة التي نظموها قبيل شهر رمضان، حينما دخل العشرات من مجموعة أولتراس نهضاوي ميدان عبدالمنعم رياض بوسط القاهرة، وأشعلوا الشماريخ، ورددوا الهتافات المناهضة للرئيس عبدالفتاح السيسي، غير أنهم سرعان ما انسحبوا بعد قدوم قوات الأمن.
تتكرر هذه الاسراتيجية بين حين وآخر، فسبق وأن حدثت في ميدان التحرير في الذكرى الثالثة لـ25 يناير، وسرعان ما فضت الشرطة هذه الفعالية، كما حدثت مرات متعددة في ميدان رابعة العدوية، إذ اقتحم العشرات من أنصار الإخوان الميدان وأشعلوا الشماريخ، ثم لاحقتهم قوات الأمن وطاردتهم إلى خارج الميدان.


استنزاف
أما عن الاستراتيجية الثالثة، وهي الاستنزاف، فتعتمد على أسلوب الكر والفر وإعطاب سيارات الشرطة من خلال حرقها بزجاجات الملوتوف الحارقة، وقطع بعض الطرق وإشعال إطارات السيارات لإعاقة حركة المرور.
وتجسد ذلك في قطع الطريق الدائري وشارع الهرم في أكثر من مناسبة، وقع على إثرها اشتباكات بين أنصار الإخوان وقوات الشرطة، ويشير قيادات بالجماعة في الخارج إلى أن هذه "حرب استنزاف" بينهم وبين قوات الشرطة، على حد وصفهم.



نقلا عن دوت مصر