منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 12 - 2022, 03:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,612

مزمور 66 | دعوة كل البشرية للتسبيح


دعوة كل البشرية للتسبيح

اِهْتِفِي لله يَا كُلَّ الأَرْضِ [1].
يليق بالأرض كلها أن تسبِّح الله، بكونه ملك الملوك ورب الأرباب. فيقف حتى غير المؤمنين في دهشة أمام عجائبه العظيمة. أما المؤمنون فيتحركون بالتسبيح الدائم كرد فعل طبيعي للحياة المطوَّبة التي يختبرونها. فقد قيل: "طوبى للشعب العارفين الهتاف" (مز 89: 15).
الهتاف الذي رفع أصوات الجماعة معًا بالسرور والبهجة لله، هو أفضل كل الذبائح المقدمة لله، وهو شهادة صادقة عن نقاوة القلب وتقوى الحياة.
يليق بكل مؤمن أن يدعو الأرض كلها بحياته العملية كما بلسانه أن تسبِّح الله، وتتأمل أعماله القديرة والعجيبة. هذا هو دور الكاهن كما كل فرد في الشعب خاصة القادة من آباء وأمهات ومرشدين أن يحثوا الكل على تمجيد الله محب البشر!
*التهليل هو صوت الفرح بالغلبة، والترنيم هو صوت الصلاة باتفاق الأنغام وآلات العزف. أما اسم الله الآب ومجده هو الابن، واسم الابن هو الآب، لأننا كما نعرف الناس بأسمائهم كذلك عرفنا الله الآب بالابن والابن بالآب، لقوله له المجد: إني أتيت باسم أبي، وأنا مجدت اسمك على الأرض.
الأب أنثيموس الأورشليمي

يرى القديس أغسطينوس أن هذا المزمور هو أغنية أو تسبيح مقدَّم بخصوص القيامة. وأن اليهود كانوا يترجون القيامة من الأموات، وإنهم وحدهم يقومون من الأموات للتمتع بالحياة المطوَّبة بسبب أعمال الناموس والتبرير بالأسفار المقدسة التي لهم دون الأمم. وقد جاء المزمور تسبحة تُقدَّم من أجل تمتع الأمم بالقيامة في المسيح يسوع.
* انظروا يا إخوة بأي نوع جامعية الكنيسة، تنتشر في العالم كله... "اهتفي يا كل الأرض". أي هتاف (بهجة)؟ هتاف ليس بكلمات، بل بالصوت الخارج فقط من أناس متهللين، كما من قلبٍ عاملٍ، يُخرِج صوت سرورٍ لأمر يحسب أنه لا يُمكن التعبير عنه. "اهتفي لله يا كل الأرض". لا يهتف أحد منفصلًا، بل لتهتف كل الأرض. لتهتف الكنيسة الكاثوليكية (الجامعة). الكنيسة الكاثوليكية (الجامعة) تحتضن الكل. أما من ينفرد، وتقطع نفسه عن الكل، فيلزمه أن يولول لا أن يهتف.
القديس أغسطينوس

رَنِّمُوا بِمَجْدِ اسْمِهِ.
اجْعَلُوا تَسْبِيحَهُ مُمَجَّدًا [2].

جاء عن التسبيح في السماء: "وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله، وترنيمة الخروف، قائلين: عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب القادر على كل شيء، عادلة وحق هي طرقك، يا ملك القديسين" (رؤ 15: 3).
هكذا تلتحم تسبحة العهد القديم مع تسبحة العهد الجديد. ففي القديم سبح الشعب الله من أجل خلاص الله لهم هذا الذي أنقذهم من عبودية فرعون، وانطرح فرعون ورجاله في عمق البحر. تبقى هذه الأنشودة قائمة في كل العصور والأجيال، على مستوى الجماعة كما الفرد. وبمجيء كلمة الله متجسدًا صارت لنا تسبحة جديدة حيث فتح أبواب الرجاء أمام كل الأمم لينالوا النصرة على إبليس وكل قوات الظلمة، ويتمتعوا بأن يملك السيد المسيح نفسه على قلوبهم. وكما قيل بملاخي: "لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم، وفي كل مكان يُقرَّب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة، لأن اسمي عظيم بين الأمم، قال رب الجنود" (مل 1: 11).
من يُرَنِّم لمجد نفسه يأخذ أجرته في العالم أما من يُرَنِّم لمجد اسم الله، فيتقبل أجرة من أبيه الذي في السماوات.
الترنُّم لا يقف عند التسبيح باللسان، وإنما يترنَّم المؤمن عندما يمارس بكل كيانه الصالحات. فمن يعمل الخير لمجد نفسه يفقد مكافأته السماوية.
يرى القديس أغسطينوس أننا إذ نسبِّح الله بالكلام كما بالعمل، ويكون كل هدفنا في حياتنا هو مجد الله لا مجد أنفسنا، فإن الله من جانبه لن يترك أمرًا يَعبُر إلا ويمجدنا فيه. وكأن تمجيدنا لله من كل قلوبنا يرتد إلينا.
يقدم لنا القديس أغسطينوس مثلًا رائعًا لذلك، فإن الله اختار أولًا صيادي سمك يُحسَبون أغبياء العالم، لكن هوذا الإمبراطور عند ذهابه إلى مبنى تذكاري لصيادي السمك في روما، يضع تاجه جانبًا، ويبكي في خشية أكثر مما كان يبكيه صياد السمك أمام الإمبراطور!
فيما هو يطالبنا ألا نطلب مجد أنفسنا، يسكب مجده علينا!
* انظروا كيف ينزع عنا ما هو لنا، لكي يعطينا ما هو له، يهبنا مجده!
يجعلنا فارغين لكي يعطينا الملء، يجعلنا متزعزعين لكي ما يهبنا الثبات...
رنِّم لا لأجل اسمك بل لأجل اسم الرب إلهك.
رنِّم لكي يتمجد هو.
عِش حسنًا، دَعه يتمجد! إن كنت تفعل هذا من أجل الأبدية، لن تحيا في الشر.
إن كنتم تفعلون هذا من أنفسكم (أعماقكم)، فإنكم لن تفعلوا إلا لتحيوا حسنًا. "أعطوا مجدًا لتسبيحه". ليكن كل اهتمامنا هو تسبيح الله حسب توجيهه، فلن يترك شيئًا به نحن نتمجد.
إذن لنمجد بالأكثر ونفرح. لنلتصق به، ونتمجد نحن فيه!
القديس أغسطينوس

قُولُوا لله: مَا أَهْيَبَ أَعْمَالَكَ.
مِنْ عِظَمِ قُوَّتِكَ،
تَتَمَلَّقُ لَكَ أَعْدَاؤُكَ [3].

* قولوا لله: ما أهيب أعمالك!" [3]... لتسمعوا أيضًا صوت مزمور آخر: "اعبدوا الرب بخوفٍ، واهتفوا برعدةٍ" (مز 2: 11). اسمعوا صوت الرسول، يقول: "تمموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ" (في 2: 12). لماذا بخوفٍ ورعدةٍ؟ يقدم لنا السبب: "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (في 2: 13). فإن كان الله يعمل فيكم، فإنكم بنعمة الله تعملون حسنًا، ليس بقوتكم. لهذا إذ تفرحون، خافوا أيضًا، لئلا ينزع عن المتكبرين ما يُعطَى للمتواضعين.
القديس أغسطينوس

يُسبِّحه الشعب من أجل عِظَم قوته التي يختبرونها: "الله لنا ملجأ وقوة. عونًا في الضيقات وُجد شديدًا" (مز 46: 1). "لكي أبصر قوتك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك" (مز 63: 2). ومن جانب آخر فإن أعداءه في مذلة يخضعون له ويتملقونه (مز 18: 44؛ 81: 15).
"تتملق لك" جاءت في الترجمة السبعينية "يكذبون عليك". هذا ينطبق على فرعون الذي كان يخضع للرب حين يسقط في ضربة من الضربات، لكن ما أن تُرفع الضربة يعود إلى ما كان عليه بقسوة قلب أكثر من الأول.
""من عظم قوتك، تتملق لك أعداؤك" [3].

يقول القديس أغسطينوس إن كذب شهود الزور عند قيامة السيد أكَّد بالأكثر قيامته، وعظَّم الناس قوة المخلص، إذ تذكروا ما قاله لليهود: "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 18). كما قال: "لأني أضع نفسي، ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو 10: 17).


كُلُّ الأَرْضِ تَسْجُدُ لَكَ وَتُرَنِّمُ لَكَ.
تُرَنِّمُ لاِسْمِكَ. سِلاَهْ [4].

*قوله: "كل الأرض" يدل على الأمم الذين يملأون المسكونة بكثرتهم.
قوله أولًا: "يسجدون" وبعد ذلك "يرتلون" يدل على أنه أولًا يكون الإيمان بالله وثانيًا الصلاة والابتهال لله الذي نؤمن به.
الأب أنثيموس الأورشليمي

* انظروا فقد رسمتم صورة وملامح لأعضاء الله من جسد بشري. وقد يعرض على تفكيركم أن هذا يوافق الجسد الذي منه نحن صورة الله. سأقبَل هذا إلى لحظات حتى نتبصر في ذلك ونفحصه ونختبره بالجدل. الآن إن كان هذا يبهجكم فلتسمعوا لي فيما قد سمعت لكم. يجلس الله في السماء ويقيسها بالشِبْرِ، ماذا؟ هل تتسع السماء بكونها كرسي لله وتضيق عند قياسها؟ هل يبقى الله محدودًا عند جلوسه بقدر راحة يده؟ لو كان الله كذلك فإنه لم يخلقنا على شبهه، لأن راحة يدنا أصغر بكثير من الجزء الذي نجلس به. ولكن إن كانت راحة يده تتسع عند جلوسه، فإنه لم يصنع أعضاءنا على شبهه. ليست هنا مماثلة. ليخجل المسيحي من أن يقيم تمثالًا كهذا في قلبه. لهذا فلتفكروا في السماء إنها كل القديسين. لأنه يقال عن سكان الأرض "كل الأرض تسجد لك" (مز 66: 4)، فإن قلنا بحق عن كل سكان الأرض "كل الأرض تسجد لك"، فإننا نقول أيضًا يحق عن سكان السماء كل السماء تحملك، لأنه حتى القديسين الذين يقطنون الأرض يقطنون السماء بقلوبهم رغم أنهم يسيرون على الأرض بأجسادهم فليس باطلًا تنبيههم "ارفعوا قلوبكم"[41]. فعند تذكيرهم بهذا يجيبون أنهم قد رفعوها. لم يقل باطلًا "فان كنتم قد قمتم مع المسيح، فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله، اهتموا بما فوق لا ما على الأرض" (كو 3: 1-2). فبمقدار اختلاطهم بالسماويات يحملون الله ويكونون سماء لأنهم كمرسى الله، وعندما يعلنون كلام الله فإن "السماوات تُحَدِّث بمجد الله" .
القديس أغسطينوس

هَلُمَّ انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ.
فِعْلَهُ الْمُرْهِبَ نَحْوَ بَنِي آدَمَ [5].

يرى البعض أن كلمة "انظروا" هنا كما في المزمور 46: 8 تعني الدعوة للتطلع في داخل القلب لنرى ملكوت الله. أيضًا الدعوة للتطلع إلى الكنيسة التي أقامها في كل المسكونة، حيث ملك الرب على الأمم، وأقام مملكته في قلوب الكثيرين! هذا ومن يتأمل ما فعله الرب قديمًا مع شعبه مثل اجتياز بحر سوف ونهر الأردن، يدرك كيف أنه إله مهوب.
*كل من يؤمن به ويُفكِّر في أعماله يفهم أنه أشد رهبة في آرائه.
الأب أنثيموس الأورشليمي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 106 | دعوة للتسبيح لله
مزمور 92 | دعوة للتسبيح
مزمور 81 | دعوة للتسبيح
مزمور 66 | دعوة للتسبيح للرب
مزمور 33 - دعوة للتسبيح


الساعة الآن 03:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024