أن لكل منا أسراره وأحلامه، آماله وآلامه، ولا يريد لأحد أن يشاركه فيها أو يطلعه عليها، وننزعج كثيرًا إذا ما اخترق أحدهم أسرارنا وخصوصياتنا، عاطفية كانت أم مهنية، مادية أم روحية. وقد ينجح البعض منا في إخفاء أسراره وخاصة المُخزي منها، لكن فاتنا حق صريح، نطق به المسيح وهو: «لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ» (متى١٠: ٢٦)،
إنه الرب: «كَاشِفُ الأَسْرَارِ» (دانيآل٢: ٢٨). عيناه تكشفان أستار الظلام، فهو صاحب السلطان و«لَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا» (عبرانيين٤: ١٣).
لذا ليتنا نفتح له قلوبنا ونكشف له صدورنا قائلين مع داود: «اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا» (مزمور١٣٩: ٢٣، ٢٤).