منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 09:58 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

كثيرًا ما كنتُ أتوقف عند المقطع الذي يقوله الرسول يعقوب في رسالته، لا سيما عندما يقول" أنَّ الإنسان المرتاب أو المتقلقل في طرقه لن ينل شيئًا من عند الرب "، ولم أكن أفهم هذا المقطع، كما أعلنهُ لي اليوم الروح القدس، فأحببت أن نتأمل فيه سويًا، لكي نتعلم الدرس الذي أراد الله أن يعلمنا إياه اليوم، فتعالوا نتأمل معًا في هذا المقطع الهام جدًا: " وإنمَّا إن كان أحد تعوزه حكمة، فليطلب من الله، الذي يُعطي الجميع بسخاء ولا يُعيِّر، فسيٌعطى له، لكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتَّة، لأنَّ المُرتاب يُشبه موجًا مـن البحـر، تخبطه الريح وتدفعه، فلا يظن ذلك الانسان، أنَّه ينال شيئًا من عند الرب، رجل ذو رأيين، هو متقلقل في جميع طرقه " (يعقوب 1 : 5 – 8).



رجل ذو رأيين.. هوَ رجل متقلقل في جميع طرقه.. وهوَ رجل يُشبه موج البحر الذي تخبطهُ الريح وتدفعهُ.. وفي النهاية هوَ رجل لن ينل شيئًا من عند الرب !!!

تعالوا الآن نحلل معًا، على ضوء ما قرأناه، ما معنى أن يكون الواحد منَّا " ذو رأيين ".

وما يهمنا في تحليلنا ودراستنا الآن، هوَ سلوكنا مع الله، وسلوكنا في طرقه..

ذو رأيين..

- هل مشيئة الله أن يشفيني من مرضي؟ أم لا؟

- هل مشيئة الله أن يُسدد كل ٱحتياجاتي؟ أم لا؟

- هل مشيئة الله للمؤمن أن يتزوج فتاة غير مؤمنة؟ أم لا؟

- هل يسمح الله للمؤمن أن يذهب ويسهر في " علب الليل " " Night club "؟ أم لا؟

- هل مشيئة الله للمؤمن أن يتعمَّد بالروح القدس، ويتكلم بألسنة؟ أم لا؟ ... إلخ.



ولكي لا أُطيل لائحة الأسئلة، يُمكن لكل واحد منَّا أن يُضيف عليها أسئلة أخـرى تشغلهُ هذه الأيام، وهوَ يتساءَل عن مشيئة الله في ما خصَّها.

ولو سمعنا إجابات عدد من المؤمنين على الأسئلة التي طرحناها، فأنا أؤكد للجميع أنها ستأتي متفاوتة بين الواحد والآخر.. والأهم من ذلكَ.. هوَ أن كُثُر منَّا لديهم جوابين أو رأيين في الوقت نفسه، على سؤال واحد، ويدور في أذهانهم صراع وتقلقل، بين هذه الأجوبة الموجودة في أذهانهم في الوقت نفسه:

" نعم.. إنَّ مشيئة الله أن يشفيني من مرضي.. وفي الوقت نفسه.. لا أعتقد أنهُ سيشفيني من مرضي.. ".

" نعم.. إنَّ مشيئة الله أن يُسدد كل ٱحتياجاتي.. وفي الوقت نفسه.. لا أعتقد أنهُ سيُسدد كل ٱحتياجاتي.. ".

" نعم.. قد يسمح الله أحيانًا للمؤمن أن يتزوج من فتاة غير مؤمنة.. وفي الوقت نفسه.. لا، إنَّ الله لا يسمح أبدًا للمؤمن أن يتزوج من فتاة غير مؤمنة.. ".

" لا بأس أن يسهر المؤمنون في " علب الليل " فهذا ليس آخر الدنيا.. وفي الوقت نفسه.. لا لن أسمح أبدًا لأولادي بالذهاب إلى " علب الليل ".." وهكذا دواليك.. دائمًا.. ذو رأيين..

والنتيجة.. تقلقل.. تخبُّط كموج البحر.. وعدم نوال شيء من عند الرب !!!

فيعقوب يقول لنا: الله يُعطينا بسخاء.. لكـــــن.. إن طلبنا بإيمان غير مرتابين أو متقلقلين ".

فكيفَ يُمكننا أن نؤمن بأمر معيَّن لكي نحقق الشرط الأساسي لنوال أي شيء من عند الرب، إن كان لدينا رأيين في أمر واحد؟

وهذا ما أعتقدُه من معطلات الإيمان الأساسية، والذي يحرمنا من نيل وعود الله الكثيرة لنا.



ولو تقدمنا خطوة أخرى مع يعقوب في رسالته لاكتشفنا أنهُ يدعو الرجل " ذو الرأيين " خاطىء يحتاج إلى تطهير قلبه !!!

" ٱقتربوا إلى الله فيقترب إليكم، نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهِّروا قلوبكم، يا ذوي الرأيين " (يعقوب 4 : 8).

هل لاحظت معي ما تقوله الكلمة؟

فذوو الرأيين، يحتاجون إلى تطهير قلوبهم، من هذه الخطيئة أو من هذا الضلال، لكي ينالوا ما يريدونه من عند الرب، وبما أنَّ هدف الله الدائم من خلال كلمته لنا، هوَ أن يعلمنا، ويرشدنا إلى الحل اللازم للمشاكل التي تعترضنا، تعالوا نفتش معًا على الحل المناسب لهذه المشكلة، التي كما يبدو حتى الآن، تحرمنا من الحصول على ما أعدَّه الرب لنا من بركات كثيرة.

" فردَّ عليهم يسوع قائلاً: أنتم في ضلال لأنكم تجهلون الكتاب وقدرة الله " (متى 22 : 29).

إسمع ما يقوله الرب: أنتم في ضلال، لأنكم تجهلون كلمة الله !!!

الحلّ واحد ولا يوجد غيره.. ليسَ فقط أن لا نجهـل كلمـة الله.. بـل.. " لتحلّ فـي قلوبكـم كلمـة المسيـح بكـل غناهـا لتُعلِّموا وتُنبِّهوا بعضكم بعضًا بكل حكمة... " (رسالة كولوسي 3 : 16).



وتعالَ معي نتأمل في بعض الآيات التي ستؤكد لنا أن كلمة الله وحدها هيَ الحل لمشكلتنا هذه:

" خبأتُ كلامـك فـي قلبي لكيلا أُخطئ إليك... قد ٱخترتُ طريق الحق، إذ وضعتُ أحكامك أمامي... أبغضتُ ذو الرأي المتقلب (أو ذو الرأيين)، أمَّا شريعتك فأحببتُ " (مزمور 119 : 11، 30، 113).

إنهُ المزمور الشهير، الذي يتكلم عن منافع كلمة الله، وأنا أدعوك أن تتأمل فيه بكامله لاحقًا..



لاحظ معي.. عندما تسكن كلمة الله في قلوبنا بكل غناها، لن نعود نُخطىء إلى الله بهذه البساطة، وسوف نختار طريق الحق، ونحسم التقلقل، ونُنهي وجود رأيين، ليُصبح لنا رأي واحد موافق لكلمة الله، وعندها ننال من عند الرب ما نريده.. فصاحب المزمور يقول: ٱخترتُ طريق الحق، لأنني وضعت أحكامك أو كلمتك أمامي، ويقول: لقد أبغضتُ ذو الرأيين، وأحببتُ شريعتك، لأنها وحدها القادرة أن تنجيني من مخاطر هذين الرأيين، فيُصبح لي رأي واحد فقط.



وٱسمعُ معي ما يقولهُ داود:

" يا رب علمني طريقك فأسلك بموجب حقك. وحِّد قلبي ليخاف ٱسمك " (مزمور 86 : 11).

وحِّد قلبي.. أي لا تتركهُ ذو رأيين.. وكيفَ يتم ذلكَ؟

علمني طريقك.. وهذا الطريق موجود فقط في كلمة الله المُعلنة لنا:

" شريعة إلهه ثابتةٌ في قلبه، فلا تتقلقل خطواته " (مزمور 37 : 31).



نعم.. فعندما تثبت شريعة الرب في قلبنا.. فلن تعود خطواتنا تتقلقل أبدًا.. ولن يعود لنا رأيين.. بل واحد فقط، وهوَ رأي الله المُعلن لنا في كلمته التي وضعها بين أيدينا، وأرسلَ لنا الروح القدس لكي يعلمنا منها، ويُرشدنا إلى كل الحق !!!



" ... وأخذوا يدرسون الكتاب يوميًا ليتأكدوا من صحة التعليم " (أعمال 17 : 11).

من هم هؤلاء الذي فعلوا ذلك؟ إنهم يهود منطقة " بيرية "، وعندما بشرهم بولس وسيلا بالمسيح، بالطبع أنهُ تصارع في داخلهم رأيين..

- المسيَّا المنتظر قد أتى وهوَ يسوع المسيح الذي صُلب ومات وقام..

- أو المسيَّا المنتظر لم يأتِ بعد..

وقد حسموا هذا الصراع من خلال عودتهم إلى كلمة الله، ليتأكدوا من صحة هذا التعليم.. فحسموا الرأيين.. وأصبح لهم رأي واحد: المسيَّا أتى.. فآمن عدد كبير منهم.. فخلصوا ونالوا الحياة الأبدية.. ولو لم يفعلوا ذلكَ، لهلكوا هلاكًا أبديًا.. نعم.. قد تكون نتائج الرأيين والتقلقل ملكفة جدًا علينا.. وأقلها أننا لن ننل شيئًا مما أعدَّه الرب لنا لنتنعَّم بهِ.



وأخيرًا ما هيَ الخلاصة من تأمل هذا اليوم؟

أولاً: أن نعترف أننا جميعنا، وإن كانَ بنسب متفاوتة، لدينا رأيين في أمور كثيرة.



ثانيًا: إسمح للروح القدس أن يُعلن لكَ، ما هيَ الأمور التي تدور دائمًا في ذهنك، ولديكَ حيالها رأيين.



ثالثًا: أن نعترف وفقًا لما قرأناه في كلمة الله، أن الرأيين هوَ خطيئة ينبغي أن نُطهِّر قلوبنا منها، ليُصبح عندنا رأي واحد، فننال من عند الرب ما وعدنا به من بركات.



رابعًا: السبيل الوحيد لذلكَ، هوَ أن نُقبل إلى كلمة الله بعطش وشغف، ونجعلها تسكن في داخلنا بغنى، لكي نتعلم منها، تحت قيادة الروح القدس، فتوحِّد قلوبنا، وتجعلنا ذو رأي واحد موافق لما تقوله هذه الكلمة، في كل ما يعترضنا في حياتنا ومسيرتنا مع الرب، فتنجح حياتنا، ونُفلح في كل ما نقوم به.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وقائع تاريخية تثبت الصراع بين الرأيين قبل مجمع قرطاجنة المقدس
طهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين


الساعة الآن 04:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024