رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"اسألوا بين الأمم، من سمع كهذه؟ ما يُقشعر منه جدًا عملت عذراء إسرائيل". يقول العلامة أوريجينوس: ماذا أقول عن الصخرة التي أخرجت ينابيع ماء؟ وسحابة الطيور التي غطت الأرض بكثرتها...؟! ومع ذلك فإنه بعد عناية ملموسة عظيمة هكذا، وبركات لا يُنطق بها، ومعجزات قوية، واهتمام زائد، وتعليم مستمر... تذمروا بلا إحساس! أما أهل نينوى فبالرغم من كونهم شعبًا بربريًا وغريبًا، ليس له أية شركة في البركات، صغيرة أو كبيرة، لا بكلمات ولا بمعجزات ولا بأعمال، هؤلاء عندما رأوا إنسانًا مُنقذًا من الغرق لم يلتقِ بهم من قبل ولا سبق لهم أن عرفوه يدخل مدينتهم، قائلًا: "بعد (أربعين) يومًا تنقلب نينوى" (يون 3: 4) رجعوا وتابوا... ونزعوا شرورهم القديمة، وتقدموا في حياة الفضيلة بالتوبة... بالرغم من أن شعب نينوى لم يكن لهم أي نصيب من المعجزات التي للشعب اليهودي، لكن بقدر ما كان لديهم من استعدادٍ داخلي حسن، إذ أُعطيت لهم فرصة بسيطة استفادوا منها ليصيروا إلى حالٍ أفضل، بالرغم من جهلهم بالوحي الإلهي وابتعادهم عن فلسطين!]. * من لا يحزن على مثل هذه الأمور ويقول: "كيف صارت القرية (المدينة) الأمينة زانية؟!" (إش 1: 21)... خطبتها لنفسي بثقةٍ وفي طهارةٍ وبرٍ وعدلٍ وحنوٍ ورحمةٍ كما وعدتها بهوشع النبي (هو 2: 19)، لكنها ارتبطت بغرباء، بينما أنا رجلها حيّ! دُعيت زانية ولم تخف أن ترتبط برجل آخر. ماذا يقول قائد العروس (الصديق الذي يقودها من بيت أبيها إلى حجال العرس) بولس الإلهي الطوباوي الذي خلال تأمله وتعاليمه تركت بيت أبيها واتحدت بالرب؟ ألا يقول أيضًا في أسى خشية حدوث مثل هذه المتاعب: "الذي فزعت منه جاء عليّ"(أي 3: 25). "إني خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2) أنني بالحق دائمًا "أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح" (2 كو 11: 3)... القديس باسيليوس الكبير |
|