ما أصعب أن يعيش إنسان بيننا .....ولا يجد من يشعر به
والأكثر إيلاماً ....أن يشعر بأنه عبء على كاهلنا
أو أننا قد نمل من وجوده, أو أنه يغال في طلباته
أو انه يماطل في أداء عمله ...أو أنه.....أو أنه
وللعجب عندما يضيع منا هذا الشخص....وقتها نبحث عنه ولكننا لا نجده
فحيث يكون هو .....لا نستطيع نحن أن نذهب
أخواتي
قصتي معكم اليوم
قصة حدثت في هذا القرن قصها لنا احد شيوخ دير البراموس
عن قصة رواها له كاهن حدثت له بالفعل
يحكى أن جورج كان طفلا صغيرا لكاهن كنيسة تربى حيث يوجد (عم يوسف)
عم يوسف الذي تخطى الثلاثون من عمره والذي كان يعمل كل أعمال الكنيسة
كان يصنع القربان , يضيى القناديل,, يهيآ المذبح ,,يعد الأواني ,, يصلح الشمعدان,,, يزرع الورود والأشجار أمام الكنيسة بلا كلل أو ملل ,
,وكان يقوم بإيصال صغير الكاهن إلى مدرسته كان يتحمل سخريه زملائه وأهانتهم له لسذاجته ,
وكان يتقبل لوم وعتاب الكاهن إذا خرج العجين يوما وهو غير مخمر جيداً بلا ضيق
بل ان الكاهن ذات يوم قرر ان يقوم بعمل توسعات للكنيسه وذلك بما فيها حجرة عم يوسف
فوقف عم يوسف حاملاً اغراضه البسيطة فى صندوقه الصغير يحاول التغلب على دموعه حتى لا تنزل
فاخذت الرحمة ببعض المؤمنين وأخذوا يتوسلون للكاهن كى يترك حجره عم يوسف حتى لا يكون فى الشارع
ومرت الأيام وكان الكاهن دائما يوصى ابنه على عم يوسف
وبعد سنوات عديدة تنيح الكاهن ورسم ولده كاهنا على ذات الكنيسة
واستمر (عم يوسف) في عمله بنفس الهمة والوداعة
وذات يوم
همس عم يوسف الذى تخطى الستون من عمره في أذن الكاهن الشاب :أريد أن أصلى القداس غدا
فتعجب الكاهن لان هذا البار لم يترك قداس من قبل إلا وصلاه
ولكن عم يوسف أعاد الطلب
فسأله الكاهن:وما الجديد فأنت لم تترك يوما ًقداساً؟؟؟
فأجابه عم يوسف ببساطه: بل أريد أن ارفع الذبيحة بنفسى
فاعتقد الكاهن أن عم يوسف مسه شي من الجنون فجن جنون الكاهن
عندئذ هم عم يوسف بالنطق :أننى يا ولدى راهب قمص ادعى( القمص توماس)
ووسط ذهول الكاهن أكمل عم يوسف :خرجت من البرية مده شهران إلى أن ألقت بي قدمي للكنيسة التي يخدم بها والدك وأرسلت رسالة إلى أبى الروحي كي يدعني أكمل حياتي وسطكم
فطلب منى أن اخلع لبس الكهنوت والرهبنة مؤقتاُ والبس لبس علماني وعشت وسطكم
ولكني اعلم أن موعدي جاء يا ولدى لذلك اطلب منك أن أتمم قداس غدا وارفع الذبيحة
والآن فلتأذن لي أن اذهب لأخبز العجين
وعبثا حاول الكاهن أن يثنيه عن الخبز وان يعجنه هو بدلاً عنه
واخرج البار ملابسه الكهنوتيه والرهبانيه الى كان محتفظ بها بعنايه داخل صندوقه الخاص
ووسط دهشة الشعب لهذا الراهب القمص الذي عاش وسطهم أكثر من ثلاثون عام دون أن يعرفوه
أكمل البار قداسه وذهب إلى حجرته
ومضى إلى حيث لا نستطيع نحن أن نمضى