منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 05 - 2012, 10:33 AM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

مزامير المصاعد






مزمور 126 (مبعث الرجاء) من مزامير المصاعد




مزمور 126
مبعث الرجاء



1عِنْدَمَا رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ صِهْيَوْنَ صِرْنَا مِثْلَ الْحَالِمِينَ. 2حِينَئِذٍ امْتَلَأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكاً وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّماً. حِينَئِذٍ قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ: [إِنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هَؤُلاَءِ]. 3عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا وَصِرْنَا فَرِحِينَ. 4ارْدُدْ يَا رَبُّ سَبْيَنَا مِثْلَ السَّوَاقِي فِي الْجَنُوبِ. 5الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. 6الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ.

عرفنا سابقاً أن هذه المجموعة من الترانيم تنقسم إلى خمس ثلاثيات صغيرة، تبدأ كل ثلاثية منها بقصيدة يغلب عليها الحزن (أنظر مثلاً مز 120 ومز 123)، لكن الثلاثية "الثالثة" والتى تبدأ بمزمور 126، تختلف عن ذلك قليلاً ، فبرغم مسحة الحزن ونغمة الدموع، إلا أنها أيضاً تمتلئ بروح الفرح والابتهاج.
ويعيش المرنم هنا فترة صعبة فى حياة الشعب، الذى يواجه مشكلات إعادة البناء وتعمير الهيكل والمدينة والأرض، بعد الخراب والإتلاف والإهمال الذى خلفه السبى البابلى بعد عام 537 ق.م. وينظر المرنم إلى الماضى المُلوَّن بكلمات الأنبياء (عزرا – إش 55 : 12 – 13 ، حج 2، زك 8 ) وما سمعه من الآخرين كعصر ذهبى لعمل الرب العظيم معهم، فامتلأت أفواههم ضحكاً وألسنتهم ترنماً حتى شهدت الأمم بهذا العمل العظيم ... لقد كانوا فى حلم كبير، والآن أصبح الحلم مجرد ذكرى جميلة، وكل ما يعيشونه اليوم هو مشكلات وعقبات الحاضر.
وبين العصر الذهبى للخلاص والحرية التى اختبروها فى الماضى، ومشكلات ومتغيرات الواقع الحاضر، يضيف المرنم كلمة تعزية ورجاء وتشجيع تحتوى على إعلان عصر ذهبى جديد يحمل بين جوانحه ثانية صيحات الابتهاج. فدموع الحاضر تسقى بذور حصاد أفراح المستقبل، إن المرنم يحاول حفظ الرجاء حيّاً فى قلوب الشعب وسط توالى القضايا والأحداث والمشكلات القومية.

علق "J.E Mc Fadyen " على هذا المزمور بقوله :
"إن هذا المزمور يُعَبِّر عن طبيعة التجربة الإنسانيةّ، التى فيها يختلط ويمتزج الضحك والدموع، الحزن والفرح، الرفض والشكر، السبىّ والحرية، الربيع والخريف، الحلم الجميل والواقع الصعب .. لكن الحزن يُبتلع فى الرؤيا الجميلة التى ينتهى بها".

ويمكننا أن نرى فى هذا المزمور فكرتين كبيرتين :
أولاً : مجد الماضى (1- 3)
نظر بعض الدارسين مثل Duhm, Gunhel, Oesterley إلى الأفعال التى تَرِد فى هذه الأعداد على أنها أفعال مستقبلية، وبالتالى يجب أن تُفَسَّر اسخاتولوجياً كتعبير عن رجاء سوف يتحقق يوماً ما كتحقيق لنبوة إشعياء. البعض الآخر نظر إلى هذه الأفعال على أنها أفعال ماضية : كما جاءت فى صيغتها اللغوية وفى ترجمات هامة أخرى مثل الفولجاتا والسبعينية والترجوم - وهو ما نراه أيضاً فى الترجمة العربية - ومن هؤلاء العلماء Kittel, Schmdt ”" ،” Cales Herkenne” والكاتب من جانبه يفضل هذا الرأى الأخير.
وإذا كان الاتجاه إلى الماضى هو التفسير الصحيح لهذه الأعداد، فهل تشير الأفعال فيه إلى العودة من السبىّ، أو إلى أحداث أخرى كبرى كالنجاة من وبأ أو مجاعة أو حصار؟ الرأى الأرجح أنها تشير إلى أمجاد الماضى بصفة عامة، والعودة من السبىّ بصفة خاصة. إنها تشير إلى تَدخل وعمل الرب العظيم الذى كان موضوع حديث الكـل، والذى ظـل ذكـرى قومية حية.
إن الشعب لم ينس هذه التجربة القاسية بما فيها من هزيمة ورحلة هوان وإذلال، وتفريق عائلات، ومرارة سبى وحنين إلى العودة، وموت الشيوخ منهم فى أرض غريبة، وولادة جيل لم ير مدينة الآباء بعد. لقد كانوا فى صراع اليأس والرجاء، ثم تَدخل الله وأعادهم إلى بلادهم. كان الأمر كالحلم أن "يرد الرب سبىّ صهيون".
ولقد تذكر الشعب "كم ضحكنا، كم رنمنا فى فرح .. كم كنا سعداء" الترجمة التفسيرية TEV ، أو كم ضحكنا من عدم التصديق (تك 17 : 17، 21 : 6)، لكننا ترنمنا من شدة الفرح وعظمة العمل الذى شهدت به الأمم ... نعم "3عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا وَصِرْنَا فَرِحِينَ.".
ومن خـلال التوقف أمام مجد الماضى، نستطيع أن نرى بعض الأفكار التطبيقية :
أ - رسالة الماضى :
إن للماضى رسالة وحديث يتجه بنا أولاً إلى شخص الرب الذى يستحق كل المجد، لأنه رد سبيّنا، وهو الذى عظم العمل معنا. "لقد عمل الرب من أجلنا أعمالاً عظيمة وصرنا فرحين" (RSV)، حتى إن الأمم شهدت بذلك (2). كم عمل الرب معنا فى الماضى أعمالاً مباركة؟ كم غفر لنا؟ كم من مرات أنقذ فيها حياتنا؟ كم حفظ ورعى بيوتنا وشفى أجسادنا وأثمر فى خدمتنا؟ ألا يحق لنا أن نشكر وأن نعطى لاسمه مجداً؟ ألا يليق بنا أن نضم أصواتنا إلى صوت المرنم الذي قال :
1بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. 2بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ.
نعم إن كل إنجازات حياتنا الماضية ... كل إنجازات خدمتنا وأعمالنا هو فضل نعمة الله الغنية علينا ولنا ومعنا، فنحن شركاء فى عمل الرب.
وتتجه رسالة الماضى ثانياً إلينا، وهى رسالة تحيى فينا الرجاء وتجَدِد الطاقة والهمة وتشَدِد العزائم. إنها رسالة موحية بالأمل والعمل بدلاً من الانهزامية والشكوى واليأس. رسالة تفجر القدرات وتصون الجهد وتبعث على الرضى وتحقيق الذات، وتدفع وتشجع على المثابرة وتجاوز العقبات والمشكلات...
إن رسالة الماضى إلينا تجدد آمالنا وطاقتنا مرة أخرى، وتحرر النفس من سجن رثاء الذات والخوف على المستقبل.
ب- صناعة الماضى :
إن الحاضر هو نتاج ما نصنعه ... ونحن الآن نشارك فى صنع الأحداث التى ستصبح ماضياً بعد قليل. فإن كانت رسالة الماضى المجيد بهذه الأهمية فلننتبه إلى ما نصنعه الآن. وإلى شهادة ما نقوم به لدى الناس من حولنا، شهادة الإيمان الذى تعلنه الحياة، وشهادة الإله الذى فينا. أنت تنسج ثوب الماضى اليوم، فالحاضر بعد قليل سيصبح تاريخاً. لذا اغتنم فرصة الحياة لتصنع منها عملاً رائعاً للرب إلهك.
ج - طبيعة الماضى
لايجب أن نتجاهل الماضى، بل علينا أن نذكره ونستذكره باستمرار لنأخذ منه العظة والعبرة والرسالة. نأخذ منه حديث الأيام وحس التاريخ. "قُلْتُ: الأَيَّامُ تَتَكَلَّمُ وَكَثْرَةُ السِّنِينَِ تُظْهِرُ حِكْمَةً." (أي 32 : 7).
لكن يجب أن ننتبه أن لا نسكن الماضى، ولا نعمل بأدواته أو بطريقة تفكيره، لكن فى مرونة نتعلم من أمجاده وأخطائه ونستلهم الصالح فيه بأدوات ووسائل وطريقة تفكير الحاضر المعاصر والمعاش.
نحن نحترم الماضى ونأخذ منه الدروس والعظات، لكننا لا نعود إليه، فالماضى ولىَّ بلا رجعة ... وليس لنا اليوم إلا اليوم.

ثانياً : تجديد الحاضر(4 – 6) :
وتنقسم هذه الفكرة إلى :
أ- الصلاة (4) :
ملؤها الرجاء أن يكرر الرب عمله، ويعيد لشعبه أمجاد ماضية فى بناء وتجديد حاضره مهما كانت مشاكل إعادة البناء، وحجم الإتلاف والخراب الذى حدث من جراء السبىّ. لذلك يصلى فى عدد 4 "ارْدُدْ يَا رَبُّ سَبْيَنَا" وهى طلبه تتماشى مع ما ورد فى عدد 1. وهى تعنى اما "حَررِّنا" من قسوة مشاكل حاضرنا وساعدنا للتغلب عليها، أو "أعد" ما تبقى من المسبيين هناك. أما "سواقى الجنوب" فهى مجارى الأنهار فى الاقليم الجاف فى صحراء النقب جنوب فلسطين، وهى جافة معظم السنة، لكن عندما يأتى موسم المطر يملأ مجارى وجداول الأنهار ويصبح الإقليم مزدهراً. إن حالة الشعب أشبه بجفاف النقب، لكن كما ينزل المطـر ويروى ويزهر، هكذا يعيد الرب إلى الشعب ثرواته وأزهاره ويجـدد حياتـه وحاضـره مرة أخـرى (أنظر مز85 :1 - 7 ).
ب- الإجابة (5 – 6) :
وتَرِد فى عددى 5 و6 على هيئة نبوة أو مَثَل، ولنا فيها ثلاث حقائق :
1- تكاتف صورتى التجديد :
نجد صورتين فى الأعداد 4ب ، 5 ، 6. الأولى فى عدد 4ب إلهية، لأننا نرى دور الله فى التجديد، والتجديد هنا لا يعنى التغير لحياة الإيمان (Conversion) ، بل يعنى البعث والإحياء والتجدد المستمر الذى يصنعه الله فينا فى كل المجالات. أما الصورة الثانية نجدها فى عددى 5 و6 ونرى فيها الإنسان يقوم بدور حيوى فى هذه العملية. وعلى هذا فإن صناعة الحاضر هى شركة بين الله وبين الإنسان، فالله قام ويقوم بدوره، وعلينا نحن إذا أردنا حصاداً وفيراً أن نقوم بدورنا، وهكذا يصدق قول الشاعر :
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ندمت على التفريط فى زمن البذر
والتكرار فى "الذَّاهِبُ ذِهَاباً .. مَجِيئاً يَجِيءُ" يفيد التوكيد وتثبيت الدور
لبشرى فى بذل الجهد والعرق (2كو 9 : 6 – 10).
إن الحياة فرصة للزرع باجتهاد ومثابرة مسؤولة وتيقن الحصاد، وفى مجال العمل وتربية الأبناء والخدمة الدينية تصدق الحكمة القائلة "من جَدَّ وجد ومن زرع حصد" ولذا فلنجتهد فى وقت الزرع حتى نحصد فى وقته.
2- نوع الحصاد يكون من نوع الزرع :
وهذا بالضبط ما يعلمه الكتاب المقدس فى مواضع أخرى كثيرة... "فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً. 8لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَاداً، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً.". (غل 6 : 7 و
3- الحياة فى المسيح تنتهى بالانتصار:
قد نزرع "بالبكاء ... بالدموع"، وهذه الكلمات تشير إلى الإحساس بالمسؤولية، فالزارع لا يعرف الاستهتار أو اللامبالاة.
وهـذه الكلمات تعنى فى الأصل أن الزارع "يبكى فى كل خطوة"، ولعل هذا هو نـفس إحساس إرميا الذى قال : "ياليت رأسى ماء وعينى ينبوع دموع". إنها المعاناة العظيمة لكل عامل أمين فى كرم الرب (2كو 5 : 11، 6 : 1 - 10).
"اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.". (يو 12 : 24)
لقد أنهى أرنسـت رينـان "حياة المسيح" بالصليب، لكن الحقيقة الكتابية أن "القيامة" هى النهاية. وهى حقيقة إيمانية مسيحية "عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ." (مز30 : 5) نعم إن الألم جزء من الحياة المسيحية، فالإيمان لا يعصمنا من الألم، لكن النصرة هى فى النهاية من نصيب شعب الرب. وهى حقيقة تشجعنا فى الحياة وتعزينا عند الموت، وتجعلنا نتعامل مع المستقبل بنفس مستوى بركات الماضى، بل "وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا،" (أف 3 : 20)

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 121 هو ثاني مزامير المصاعد
مزمور 122 (مشهد الوصول ) من مزامير المصاعد
مزمور 124 (موقف الشكر) من مزامير المصاعد
مزمور 125 ( ملجأ الأمان) من مزامير المصاعد
مزمور 132 ( موكب الملك) من مزامير المصاعد


الساعة الآن 07:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024