* "علمتني وصاياك أفضل من أعدائي"...
لأنه بالحقيقة كان "لهم غيرة الله ولكن ليس حسب المعرفة" رو2:10، أما المرتل فكان يفهم وصية الله أكثر من أعدائه، هذا الذي أراد أن يُوجد مع الرسول القائل: "ليس لي بري الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح، البرّ الذي من الله بالإيمان" في9:3. ليس أن الناموس الذي يقرأه الأعداء ليس من الله، إنما هم لا يفهمونه كما يفهمه هو أكثر من كل أعدائه، مرتبطًا بالحجر (المسيح) الذي تعثروا فيه، "لأن غاية الناموس هي المسيح" رو4:10، لكيما يتبرروا مجانًا بنعمته (رو4:3)، ظانين أنهم يطيعون قانون قوتهم الذاتية. لذلك وإن كانوا يتمسكون بناموس الله إلاَّ أنهم يسعون إلى إقامة برّهم الذاتي. إنهم لا يسلكون كأبناء للموعد، يجوعون إلى البرّ ويعطشون إليه (مت6:5) سائلين وطالبين وقارعين الباب (مت11:7)، متوسلين من الآب ليتمتعوا بالبنوة خلال الابن الوحيد... بل يطلبوا المكافأة الزمنية من نفس الوصية (التي خلالها يتمتع المرتل بالبركات الإلهية).
القديس أغسطينوس