* لا توجد خطية تفرق الإنسان عن الله والناس مثل الحسد، لأن هذا المرض أشد خبثًا من محبة الفضة. لأن محب الفضة يفرح متى ربح شيئًا، أما الحاسد فيفرح متى خسر أحد شيئًا أو ضاع تعبه سُدى، ويحسب خسائر الآخرين ربحًا له أكثر من أي نجاح. فأي شر أعظم من هذا؟!
الزاني يتورط في الخطأ لأجل لذة مؤقتة، والسارق قد تكون له حجة الفقر، ولكن أي عذر تقدمه أيها الحاسد؟!
الزاني يحصل على لذة زمنية أثناء ارتكابه الخطية، ثم يعود فيرفضها... فيتوب ويخلص، أما الحاسد فيُعذّب نفسه ولو لم يحدث له ضرر ممن يحسده. فلهذا خطية الحسد أشر الخطايا وأشنعها، لأن الحاسد لا يمكنه مغادرة خطيته، بل يصير كالخنزير المتمرغ في الحمأة، ويماثل بفعله الشيطان ...
لهذا أقول لكم إنه ولو كان أحدكم يصنع معجزات أو يحفظ البتولية، أو يكون صوّامًا أو باسطًا كفيّه في الرحمة أو ينام على الحضيض أو يصل بهذه الوسائط إلى فضيلة الملائكة؛ ولكن فيه آلام الحسد فلا محالة يكون أشر من جميع الخطاة وأردأ منهم.
القديس يوحنا الذهبي الفم