منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 10 - 2021, 06:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,119

القديس يوحنا ذهبي الفم ( الكهنوت مسئولية)


في خاتمة مقاله "عن الكهنوت" بدأ القديس يوحنا يكشف لصديقه سر هروبه من الأسقفية قائلًا(140):
"لقد آن الوقت لكي ألقي بسري الخفي، قد لا يصدقني الكثيرون فيما أقول، لكنني مع ذلك لن أخجل من إعلان الحقيقة أمام العالم...
منذ ذلك اليوم الذي ألقيت إلى دعوة الكهنوت، اهتز كياني كله وأصابني الفزع وخيمت على نفسي سحابة من الكآبة لأنني كلما تفكرت في مجد عروس المسيح وطهارتها وجمالها الروحي وحكمتها ولياقتها، ثم أقارن هذا بما لدي من نقائص أرثي لحالها ولحالي. ووسط حزن متصل وحيرة كنت أخاطب نفسي: من الذي أشار بهذا؟
وكيف تخطئ الكنيسة هذا الخطأ الجسيم؟
ولماذا تثير غضب الله حتى تقدم الدعوة لي أنا أحقر الناس جميعًا فتعاني عارًا هذا مقداره؟!
وما زلت أردد هذه الأفكار في نفسي مرارًا، وإذ لم أستطع احتمال فكرة هذا الأمر المخيف استغرقت في ذهول وصمت غير قادر أن أسمع أو أري شيئًا.

وحين كان هذا اليأس يفارقني أحيانًا تنساب دموعي ويتملكني قنوط، وبعد فيض من الدموع يستولى على الجزع من جديد ليزعجني ويربكني ويزعزع أفكاري. ووسط هذه الدوامة أمضيت أيامي السالفة وأنت لا تدري عن حالي شيئًا، وتظن أني أعيش في سكون وهدوء. إلا أنني أكشف لك القناع التي اجتاحت نفسي، عساك تصفح عني وتعدل عن اتهامك لي...".
كانت نفسه ترتعب أمام ضخامة المسئولية، بماذا يجيب على كل نفس أمام الله في ذلك العجيب؟ فيقول:
"لست أظن أن كثيرين من الأساقفة (والكهنة) يخطبون، بل بالحري أكثرهم يهلكون، بسبب أن أعمالهم تتطلب تعقلًا عظيمًا.
كثيرة هي الضروريات التي تخرجه عن طبعه!
أنه محتاج إلى آلاف الأعين من كل جانب!
ألم تر كثرة السمات التي يلزم أن يكون عليها الأسقف؟ أن يكون قادرًا على التعليم، صبورًا، مفصلًا كلمة الحق باستقامة(141)".
أي متاعب وآلام تلاحق هذه الوظيفة؟!
آخرون يخطئون وهو يتحمل اللوم! (142)".
"أي عقاب قاسي يتوقعه إنسان لا يعطي حسابًا عن خطاياه التي ارتكبها بل بالحري يتحمل خطرًا أعظم بسبب الخطايا التي يرتكبها الآخرون؟
إن كنا نرتعد بسبب دينونتنا عن شرورنا التي ارتكبناها، واثقين أننا لا نستطيع الهروب من النار التي تنتظرنا في العالم الآخر، فأية آلام يجتازها إنسان عتيد أن يجيب عن أخطاء آخرين كثيرين؟!".



اختيار الكاهن:

سيامة أسقف أو كاهن ليست بالأمر الهين، إنما إقامة أب يلتزم بروح الأبوة نحو الناس، وراع يبذل حياته من أجل قطيع المسيح، وكارز يختفي وراء كلمة الحق يكرز ويبشر من أجل الملكوت... لذلك فالشعب مع الإكليروس يلتزمون بالتدقيق الزائد في اختياره، فأنهم مسئولون أمام الله "الراعي الأعظم" عن كل إهمال..
"اخبرني، من أين نشأت هذه المتاعب الكثيرة في الكنيسة؟
"أظن أن مصدرها الوحيد هو الطريقة العشوائية الطائشة في اختيار الرعاة.
يليق بالرأس أن يكون أكثر الأعضاء قوة حتى يضبط النزوات الشريرة التي تصدر عن بقية أعضاء الجسم، ولكن إن كان هو ضعيفًا وعاجزًا عن صد الهجمات الوبائية، فأنه يزداد ضعفًا ويهلك الجسد كله(143) ".
أقول في دقة أن هذه الأمور تحتاج إلى تدقيق زائد، فمن يقدم شخصًا كمؤهل للكهنوت لا يكتفي بشهادة الجماهير له، إنما ينبغي عليه هو شخصيًا -قبل كل إنسان- أن يتحقق من شخصيته، فعندما قال الطوباوي بولس "ويجب أيضًا أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم خارج(144) " لم يستغن بذلك عن البحث بتدقيق شديد(145)".
"الذين ينتمون إلى المسيح يدمرون ملكوته أكثر من الأعداء والمقاومين له، ذلك باختيارهم غير المستحقين للخدمة(146)...".





أنت بلا عذر(147):

عالج الذهبي مدى مسئولية الخادم نفسه عن فشله في الخدمة أو تعثره فيها بسبب جهله لمسئولياته، أو جهله للسمات التي كان يليق به أن يكون عليها أو بسبب دخوله هذا الميدان قسرًا تحت ضغط الشعب، فقال:
"لو كان ممكنًا أن كون الجهل عذرًا، لكان بالأولى أن يحتمي به العلمانيون أكثر من الأساقفةالكهنة)... لأنه لا يقدر ذاك الذي يحسب عينًا لتصحيح أخطاء الغير وتحذيرهم للصراع ضد الشيطان المهاجم لهم أن يعتذر بجهله، قائلًا: لم أسمع صوت البوق، ولا نظرت الحرب (الروحية). فأنه قد وضع لهذا القصد. يقول عنه حزقيال أنه يبوق للآخرين وينذرهم بالمخاطر القادمة نحوهم، لذلك يكون عقابًا محتومًا، حتى وإن لم يصب أحد بضرر. "فأن رأى الرقيب السيف ولم ينفخ في البوق، ولم يتحذر الشعب، فجاء السيف وأخذ نفسًا منهم، فهو قد أخذ بذنبه، أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه(148)".

"لو أن عشرة آلاف شخص رشحوه للكهنوت وحثوه على ذلك فعليه إلا يعطي لذلك بالًا، بل يبحث قلبه، ويختبر الأمر من كل نواحيه بدقة قبل أن ينصت إلى حاجاتهم.
لا يخاطر إنسان ما ويتعهد ببناء منزل ما لم يكن مهندسًا، ولا يحاول علاج المرضى إن لم يكن طبيبًا، حتى لو حثه على ذلك كثيرون، فأنه يليق به أن يرفض دون أن يخجل من جهله، فهل الذي يتعهد أرواحًا كثيرة لا يختبر نفسه أولًا... إنما يقبل الكهنوت لمجرد أن طلب أحدهم منه ذلك أو ألزمه ثان أو خشى مخالفة ثالث؟!...".
"قد ينخدع المنتخبون بمؤثرات خارجية، أما المختار كاهنًا فلا يقدر أن يقول "لا أعرف نفسي، كما يقول الآخرون عنه، لذلك فعقوبته أقسى من التي يسقط تحتها المنتخبون له...
لهذا السبب نصح الرب من يريد أن يبني برجًا إلا يبدأ بوضع الأساس ما لم يحسب قدرته على البناء، حتى لا يجلب على نفسه سخريات المارة(149) غير المتناهية..".
قدم لنا القديس يوحنا الذهبي الفم أمثلة كثيرة لأناس لم يقدر أحد منهم أن يحتج بجهله، نذكر منهم ملكًا وكاهنًا ونبيًا وتلميذًا.
1. شاول الملك "لم يكن يطمع في الملك لكنه كان يسأل عن أتنه فذهب إلى صموئيل الذي يسأله عن الاتن، فإذ بالنبي يحدثه عن دعوة الله له برسمه ملكًا، ومع هذا لم يسرع شاول بالقبول... لكن متى استخدم سلطانه كملك استخدامًا شريرًا -هذا الذي أعطى الملك من قبل الله- فهل كان تراجعه هذا كفيلًا أن يقيه غضب الله الذي وهبه هذا الملك؟ هل كان في قدرته أن يقول لصموئيل عندما انتهره: "هل أنا تسرعت واندفعت في قبول السلطان؟ إني كنت أن أحيا كأحد العامة في حياة مملوءة سلامًا وبلا اضطراب، وأنت أرغمتني على القبول، فلو تركتني في حالي البسيط ما كنت قد أرسلت إلى هذه المعركة ولما عهد الله إلى بالحرب ضد عماليق... وهكذا ما كنت قد أخطأت...
من يظن في نفسه أنه غير مسئول عن الخطأ، لأنه قد تولى عملًا لم ينله العامة، يكون كمن يحتج بحب الله كعلة لأخطائه الشخصية.
2. عالي الكاهن "لم يطمع في نوال هذه الوظيفة السامية، لكنه ماذا نفعه هذا عندما أخطأ فيها؟!
لماذا أقول "نواله هذه الوظيفة" مع أنه حتى إن أراد أن يرفض لم يكن يستطيع الهروب منها، لأن الناموس يلزمه بقبولها... ومع ذلك لم تكن عقوبته قليلة بسبب أخطاء ابنيه.
3. موسى النبي كان بعيدًا عن السعي نحو قيادة الشعب، مقدمًا اعتراضات عندما أمر بالقيادة... لكنه عندما أخطأ عند ماء مريبة، هل كان هذا الرفض المتكرر شفيعًا له؟!
4. التلميذ الخائن "فقد اختار الله يهوذا، وحسبه أحد أعضاء الجماعة المقدسة، وعهد إليه كالباقين أن يقوم بالأعمال الرسولية، بل أعطاه فوق هذا أمانة الصندوق(150)، لكنه عندما أساء استعمال هذه الأمور التي عهد إليها بها... هل هرب بعد العقاب؟ كلا بل لهذا السبب عينه صب عليه عقابًا أعظم...
"من يطلب العفو عن العقاب المستحق عليه بحجة تكريمه بوظيفة عظيمة عن غيره يكون كما لو أن أحد اليهود غير المؤمنين عند سماعه السيد المسيح يقول "لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية. لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالًا لم يعملها أحد غيري لم تكن لهم خطية(151) قال يوبخ المخلص محب البشر قائلًا "لماذا تصنع المعجزات وقد جعلت عقوبتنا أشد؟!" يا لها من كلمات جنونية، يتفوه بها من هو بلا شعور، لأن الطبيب العظيم جاء ليشفيك لا ليهلكك، لا ليعبر بك مريضًا بل ليخلصك من المرض تمامًا، لكنك أنت بنفسك قبلت أن تلقي بنفسك من يديه، فتتحمل عقابًا أشد!...!".
رد مع اقتباس
قديم 29 - 10 - 2021, 09:19 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس يوحنا ذهبي الفم ( الكهنوت مسئولية)

بركه صلاتهم وطلباتهم أمين
الرب يباركك
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 10 - 2021, 11:33 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,119

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس يوحنا ذهبي الفم ( الكهنوت مسئولية)


شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من أهم مقالات القديس يوحنا ذهبي الفم عن الكهنوت De Sacerdotis
القديس يوحنا ذهبي الفم عن الكهنوت
كتاب الكهنوت المسيحى - القديس يوحنا ذهبى الفم
كتاب الكهنوت المسيحى - القديس يوحنا ذهبى الفم
الكهنوت المسيحى للقديس يوحنا ذهبى الفم


الساعة الآن 11:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024