العلامة أوريجينوس
[يعرف الله المخاطر التي تلاحق الموكلين على الكلمة من المستمعين لهم، فعندما يوبخون يكرههم الناس، وعندما يلومون يُضطهدون، فيتحمل الأنبياء كل هذه الآلام إذ "ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته" (مت 13: 57). هكذا إذ يعرف الله المخاطر التي تلاحق من يرسلهم يقول: "لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب" [8]. فقد جاء عن إرميا أنه أُلقى في الجب (إر 38: 6) فكان لا يأكل إلا رغيف خبز كل يوم (إر 37: 21) ولا يشرب إلا قليل ماء محتملًا آلامًا كثيرة، وكما قيل لليهود: "أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟!" وقيل أيضًا: "جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع ُيضطهدون" (2 تي 3: 12)، وذلك خلال العمل العدواني وبكل وسيلة للمضايقة. كذلك يتحمل المضطَهدون كل الآلام بدون تذمر، راجين أن ُيضطهدوا بلا سبب وليس بسبب خطأ ارتكبوه، وإذا حدث أن أُضطهدنا من أجل الحق، فلنسمع هذا التطويب: "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين افرحوا وتهللوا؛ لأن أجركم عظيم في السموات، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" (مت 15)].