يومها مساءآ روى لنا قداسته رؤيته لموسي النبى+++
وفى محاضرة اليوم التالي +١ فبراير ٢٠١٢ + روى نفس الأمر كتأمل منه
+++++++++++
دخلنا لقداسته مساء الثلاثاء ٣١ يناير الحادية عشر مساءآ .نيافة الانبا يوأنس و نيافة الأنبا إرميا و أنا. و ظل قداسته صامتاً كثيراً حتى قال لنا ( قبل ما تدخلو عليا دلوقت كنت ماشي مع موسي النبى ) فاندهشنا و ظل يتحدت عن كيف شق البحر أمامه و كيف عبره و قال ( فضلنا ماشيين ماشيين نتكلم لحد ما طلعنا جبل كبير عالى و بصينا ورانا لقينا البحر الكبير ده نقطه صغيره)
و اشار بيده كأنه لا شئ..
فقلنا جميعا (العبور ) ووقتها قرر أن يعظ هذا الإسبوع عن الإطمئنان.. و لأول مره في حياته يقص قداسته رؤى رآها رغم انها تكررت معه كثيراً و هذا ما عرفته منه . و تكرر هذا الأمر عدة مرات من قداسته بعدها حتى سفره للسماء . اللافت للنظر فى هذا الموقف بالتحديد أنه روى هذا الأمر في عظة الأربعاء ١ فبراير أى اليوم التالى لهذا الحديث .دون أن يقول أنها كانت رؤية رأها بل شرح كيف كان موسي و من معه مطمأنين و كيف شق البحر و كيف عبر .. و هذا يعلمنا أنه ربما طيلة خدمة قداسته تكرر هذا الأمر في تأملاته . خاصة التأملات الجديدة التى لم يسبق أن قالها أحد .. و كأن الله أراد أن يكشف لنا كم كان هذا الرجل ذا روح قوى يتصل بالسماء و هو بيننا على الأرض و كم كان له رؤى و إختبارات روحية لما له من نقاء قلب نادر الوجود .و ألا يرحل عنا دون أن نعرف هذا .و لم نتخيل أنه كان يتحدث عن عبوره هو من عالمنا الفانى خاصة و أنه كان قد بدأ فى تحسن كبير .فحقاً قيل (( أكرم الذين يكرموننى ))...
..ليهبنا الله قلوب نقية و توبة متجددة فى حياتنا يوماً بعد يوم لنحيا مطمأنين مهما كانت الصعاب أمامنا و مهما كانت خطايانا و سقطاتنا فالله أكبر من كل هذا و هو أقوى من كل شر .و ليهبنا الله أن نكون أوفياء لك أيها العملاق فأنت الخالد بيننا خلود الزمن فقد كنت فريداً في الفكر و القلب و الروح و لنسترجع دوماً مواقفك و أقوالك فلا نحيد عن طريق الخير و البر كما كنت أنت دوماً حتى عبرت من هذه الحياة المليئة بالشقاء إلى موطنك الذى إشتهيته و نظمت فيه أشعارك و أنت بعد في أرضنا . فعبرت بالكنيسة فى أحلك أمورها و أشدها و عبرت بحياتك الفريدة لتكون خالداً بيننا خلود الذمن . صلي عنا كي نعبر من كل محنة و خطية وفكر يفصلنا عن الله . صلي عنا وعن وطننا و كنيستنا التى فنيت عمرك لأجلها و قدمت لها كل ما تملك و عن حياة راعيها .
صلي عنا يا من لا تنسانا .
القس بولس الانبا بيشوى