|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "يا من تدافع عني في الجحيم" [13]. قبل مجيء الوسيط بين الله والناس، كل شخص حتى وإن كانت حياته طاهرة ومُزكاة، فإنه دون شك نزل إلى سجن الجحيم. الإنسان الذي سقط بعمله، صار عاجزًا بعمله أن يعود إلى راحة الفردوس. فقد سُجل أن سيفًا ملتهبًا وُضع عند مدخل الفردوس بعد خطية الإنسان الأول، والذي دُعي "المتحرك"، حتى يأتي اليوم الذي فيه يتحرك... "حتى تحفظني مخفيًا إلى أن يعبر سخطك تمامًا". فإن سخط الله القدير ينجز قوة كل يوم، فيُبتلع الذين يعيشون بطريقة جائرة بعقوبات لائقة... في هذا الأمر يلزم أن نعرف أن تعبير "سخط" لا يليق بالكائن الإلهي، حيث لا يوجد في طبيعة الله البسيطة قلق. فقد قيل له: "لكن أنت، يا ضابط السلطة تحكم في هدوء وتأمرنا باهتمامٍ عظيمٍ زائدٍ" (حك 12: 18). ولكن لأن نفوس الصديقين تحررت يومًا ما بمجيء الوسيط من مواضع الجحيم، وليست مواضع عقوبة، لذلك فالصديق سبق فرأى وطلب قائلًا: "حدد لي زمنًا، متى تأتي وتذكرني". هكذا ليت الطوباوي أيوب، إذ يعرف هذا المجيء لمخلصنا إلى الجحيم يطلب ما قد سبق فرآه يحدث في المستقبل. ليقل: "وأنت فلتحدد لي زمنًا فيه تذكرني"، يكمل: "هل تظن أن الإنسان الميت يحيا ثانية؟" [14] حين كان ربنا قريبًا من آلامه نطق بصوت الضعفاء، قائلًا: "يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس" (مت 26: 39). ولكي يزيل خوفهم أخذ (الخوف) فيه (نيابة عنهم). مرة أخرى أظهر بالطاعة القوة بقوله: "لكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك". هكذا يكون الأمر عندما يهددنا... يلزمنا في الضعف أن نصلي ألاَّ يكون (ما نخشاه)، لكننا مستعدون أن تتم إرادة خالقنا، حتى وإن كانت ضد إرادتنا. على هذا المثال يليق أحيانًا أن يتبنى الأقوياء كلمات الضعف، حتى بكرازتهم القوية يمكن لقلوب الضعفاء أن تزداد قوة. هكذا عندما نطق الطوباوي أيوب كلمات كمن هو في شكٍ، قائلًا: "هل تظن أن إنسانًا ميتًا يقوم ثانية؟" للتو أضاف عبارة تؤكد يقين إيمانه حيث يقول: "كل الأيام التي فيها الآن أنا أناضل، انتظر حتى يحل تغيري" [14]. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|