"ابنُ إِبراهيم" فلا يشير إلى بنوَّته الجسدية (لوقا 3: 8) فحسب إنَّما تشير إلى انتمائه إلى إيمان إبراهيم الذي يعتبر أب شعب الله المختار المؤمن. يمكننا أيضًا أن نقول بأن زَكَّا حين كان رئيسًا للعشارين كان ابنًا لإبراهيم حسب الجسد، أمَّا الآن إذ تعرف على السيد صار ابنًا له حسب الإيمان، ابنًا لأبي المؤمنين، بل صار ابنًا لله في المسيح يسوع. لذا يستحقّ عطف الرب الإله وعنايته ومحبّته. "لِأَنَّ ابْنَ الإنسان جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه" (لوقا 19: 10). لقاء زكّا هذا بيسوع قد غيّر كلَّ حياتِه. ومن هذا المنطلق، بالرغم من مهنته كعشار التي تجعله في عداد الخاطئين (لوقا 19: 7) و5: 30)، فان زَكَّا بكرمه أصبح أبنا باراً لابي المؤمنين، واحدا من أبناء شعب الله المختارين الذين لم يتبعوا طرق الله، بالميراث والنسب والحسب ولكنهم بالإيمان نالوا المغفرة والتغيير. مَن يمكنه أن يفقد الأمل، إن كان زَكَّا قد نجح؟