المتحدث باسم الجبهة الإسلامية أمريكا لا تدافع إلا عن عملائها.. وطلبها الإفراج عن قيادات الإخوان «فضيحة»
قال محمد فرحات، المتحدث باسم الجبهة الإسلامية، إن الإخوان عملاء، والدليل إصرار أمريكا على الإفراج عنهم أو الخروج الآمن لقياداتهم، مشدداً على أنه لا يوجد فى الشريعة أو القانون ما يسمى بـ«التصالح مع القتلة». وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى يقع تحت ضغوط أمريكية، لعدم فض اعتصامات مؤيدى المعزول، إلا أنه يعلم جيداً أن الإخوان يسعون لفض الاعتصام بالقوة للمتاجرة بضحاياهم، ومطالبتهم بالتدخل الأجنبى فى شئون مصر. ■ لماذا تطالبون بمحاكمة تنظيم الإخوان خلال محاكمات ثورية؟ - نحن نطالب بمحاكمة كل من تسبب فى إراقة الدماء بدءًا من مبارك وحتى الإخوان، لأننا فقدنا عدداً كبيراً من شباب الثورة فى محمد محمود ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع، فلا يوجد ما يسمى «التصالح مع القتلة والحرامية» لا فى الشريعة الإسلامية ولا فى القانون. ■ هل ترى أن الإخوان أضاعوا حق الوطن؟ - مبارك والمجلس العسكرى ومرسى والنظام الحالى يسيرون على نفس النمط، وهو الاستخفاف بأرواح الناس وأموالهم وكرامتهم على المستوى الداخلى والخارجى، فضلاً عن الانبطاح للضغوط الأمريكية وإطلاق يد التحالف الأمريكى الصهيونى فى إدارة شئون البلاد، فوجود بعض المسئولين الأمريكيين فى البلاد لم يكن لنشاط دبلوماسى، ولكن لنشاط مخابراتى وخلق حرب أهلية لتفكيك الجيش وتطبيق النموذج السورى فى مصر. ■ كيف ترى إصرار الولايات المتحدة على الدفاع عن بقاء الإخوان؟ - (بانفعال شديد): أمريكا وإسرائيل «ما يزعلوش إلا على عميل لهم»، هذه فضيحة وعار لتنظيم الإخوان بكل المقاييس، لكنهم لا يشعرون، فأمريكا لأول مرة بعد مطالبتها بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى «عزام عزام» طالبت بعودة «مرسى»، أو الإفراج عنه وضمان خروج آمن له. ■ هل ترى أن أمريكا تستفيد مما يحدث فى سيناء؟ - نعم، منذ أول فبراير 2011 ووصول التنظيم إلى الحكم، كانت هناك صفقة بين الإخوان والولايات المتحدة، فضلاً عن لقاءات خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، مع أطراف أمريكية وإسرائيلية فى تركيا، لضمان مصالحهم فى الشرق الأوسط وعدم التعرض لها أو لاتفاقية السلام المذلة، فضلاً عن أن يكون 40% من سيناء وطناً قومياً للفلسطينيين. ■ لذلك أطلقتم عليهم «جماعة الإخوان الأمريكية»؟ - نعم، بسبب التحالف الإخوانى الأمريكى المشين الظاهر للجميع، والآن الرئيس الأمريكى أوباما يحاسب على 8 مليارات دولار قدمها للتنظيم كمساعدات منذ الانتخابات وحتى الآن. ■ كيف تصف الفترة الماضية؟ - للأسف، كانت فترة إقصائية وأبعد ما تكون عن الإسلام، ويا ليتهم لم يدعوا باسم الإسلام، وهم أبعد ما يكونون عنه، فكان الربا والقمار والرقص كالسابق، فالتراخيص لملاهى شارع الهرم كما هى، بل حصلت على سنة زيادة فى عهد الإخوان. لا أدرى من أين يستمدون قوانينهم وأخلاقهم؟ «الإخوان» أصحاب عنف يريدون حكم الوطن بالطريقة الجبرية واستعباد الناس أو «يولعوا فى البلد». ■ هل يوجد ما يسمى «المشروع الإسلامى»؟ - الإسلام ذاته دين ودولة ويدير شئون البشر، ولا يوجد فيه الدولة الدينية لرجال الدين على الإطلاق، الخطأ الذى يحدث من معظم الثوار وبعض الليبراليين هو تنحية الإسلام تماماً، وهذا مستحيل لأنه جزء من كيان كل مصرى لكن دون المتاجرة به كما يفعل الإخوان. ■ ولكن الإخوان على منصة رابعة يربطون دائماً بينهم وبين الإسلام؟ - هؤلاء اعتادوا اتخاذ الدين مطية لتحقيق مصالحهم، أنا طلبت من بعض السلفيين الذين لا عقل لهم أن يعطونى إشارة واحدة طبقت فيها الجماعة الإسلام أو رفعت راية الله فى قرار واحد، وأتحدى أن يأتونى بفارق بين «مرسى ومبارك»، أين القصاص الذى كان مطلباً ثورياً. الإخوان كانوا أول من ترك الميدان وعقدوا الصفقة مع أمريكا من أجل الكرسى واضطهدوا الثوار وألقوا التهم عليهم جزافاً كما حدث مع ست البنات وقولهم «إيه اللى ودّاها هناك» وهجومهم على منصة التحرير فى جمعة «كشف الحساب»، ولكن الحمد لله، الشعب ذكى وخرج نحو 30 مليوناً فى يونيو للفظ هؤلاء الدجالين. ومن سخرية القدر، أنه جرى الإفتاء فى رابعة بالإفطار فى رمضان، وميدان التحرير الملىء بالليبراليين كله صيام. ■ وما الحل؟ - طلبنا قبل ذلك فى التحرير بضرورة وجود مجلس رئاسى انتقالى، فهذه الثورة مثل الشبح تظهر وتختفى ولا قائد لها، الآن لدينا رئيس جمهورية مؤقت وحكومة يشبهان السلحفاة وعاجزان عن الإدارة، لماذا لا يرسلون لجنة لتفتش بالقوة عن الأسلحة. من يقرأ تاريخ «الإخوان» منذ نشأتها يعلم أنهم يملكون ميليشيات مسلحة، والإخوانى يمكن أن يقتل أباه من أجل الجماعة، وولاؤه ليس لله بل للمرشد، كما أن خيرت الشاطر إبان حكمهم المشئوم استورد «كونتينرات» لا تحصى بحجة أنها خردة، ولكن الحقيقة أنها تحتوى على حديد وأسلحة وقنابل غاز، وبنظرة سريعة نجد أنه أينما يتحرك الإخوان يحدث القتل، فقد حدثت اعتصامات عدة فى التحرير ولم تقع أية أحداث عنف، وبمرور الإخوان على منطقة بين السرايات قُتل الكثيرون وفى المنيل وبورسعيد والمقطم، حيث ظهر القناصة «عينى عينك». ■ كثيرون طالبوا بمحاكمة مرسى بتهمة الخيانة العظمى؟ - وجهت إليهم هذه التهمة بالفعل، وإذا جرى التراجع عنها فستصبح «شغل عيال»، فهؤلاء تخابروا بالفعل مع دول أجنبية وإذا حدث خروج آمن للقيادات كما يتردد وكما تضغط أمريكا، فستكون انفجاراً مدوياً، ونحن نقول إنه لا يملك أحد ولا حتى رئيس الجمهورية أن يعفو عن هؤلاء الذين نشروا الفتنة وحاولوا تفكيك وحدة المصريين أو تهديد الأمن القومى. ■ وكيف يجرى فض الاعتصام فى الوقت الذى يتمسك فيه الإخوان بعودة «مرسى» والدستور؟ - الخروج الآمن يكون لمن لم تتلوث يده بالدم ولم يسرق من مال الوطن ومن لم يرفع يده بالسلاح، المشكلة هى استمرار الضغوط الأمريكية والاستجابة لها، ومن ثم سيحدث صدام بلا جدال، لأن فض الاعتصام فى منتهى السهولة: خراطيم مياه ثم يتبعها قنابل غاز والتعامل مع من يقوم بإطلاق النار على السلطات المكلفة قانوناً بفض الاعتصام، خصوصاً أن هناك قرارات من النيابة بذلك بسبب تضرر السكان المحيطين فى رابعة والنهضة. ■ ولكن سيتسبب الأمر فى إراقة الدماء؟ - «وافرضى» سبحان الله، الإخوان يتاجرون بالجثث أمام محطات التليفزيون وينتهكون حرمة الأموات وجعلوها «فرجة» لكسب التعاطف والمطالبة بالتدخل الأجنبى علناً، هم يتمنون اقتحام اعتصامهم بالقوة، ولكن الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع على درجة عالية من الذكاء، وهناك قيادات أمريكية طلبت من الإخوان ألا يتركوا اعتصامهم حتى يأتى موعد الصدام مع الجيش خصوصاً أن شباب التحرير أعطوا حكومة حازم الببلاوى مهلة إذا لم يفض اعتصام الإخوان سيفعلونه بأنفسهم، ولكم أن تتخيلوا ما سيحدث خصوصاً أن الإخوان لديهم الأسلحة. ■ الجبهة الإسلامية تضم مجموعة من الإسلاميين المتمردين على حكم الإخوان؟ - متمردون على الظلم والانحراف عن منهج الله ولا نعادى أحداً، وتوجهنا إسلامى حقيقى يعبر عن الرفق والوسطية. ■ هل ترى أن الإخوان سيتخلون عن المكتسبات التى حصلوا عليها؟ - لو كان الأمر بيدى لن يجرؤ إنسان على أن يطلق طلقة واحدة على أى مواطن، الحفاظ على أمن البلد مسئولية الدولة، ومن لا يستطيع فليترك الكرسى لغيره، نحن لدينا أزمة فى القادة خصوصاً أن السفارة الأمريكية اخترقت الشخصيات الوطنية والأحزاب والائتلافات الثورية، ونجحوا عن طريق الخونة «من أبناء جلدتنا» فى تدمير البلد. ■ مَن تقصد بـ«أبناء جلدتكم الخونة»؟ - الذين حكمونا حتى الآن.. أذكى امرأة مصرية لخصت الفلسفة المصرية الراقية عندما علقت على باب كشك خاص بها لافتة تحمل صور «عبدالناصر والسادات والسيسى»، هؤلاء أنظف 3 شخصيات وطنية يحبون البلد بالفعل ولا يهم إن كانوا من المؤسسة العسكرية أم لا، وعلى فكرة أمريكا تخشى الفريق السيسى الذى استطاع حشد الملايين فى مصر ومن الممكن له تحريك الوطن العربى كله ضدها. ■ وإذا ترشح السيسى للانتخابات الرئاسية؟ - سندعمه، وبدلته العسكرية لا تمحو عنه وطنيته. «مبارك ومرسى» عملاء استجابوا للضغوط الأمريكية، وشائعات الإخوان أن السيسى خدعهم غير صحيحة، بل هم خدعوا أنفسهم. ■ كيف ترى موقف حزب النور والدعوة السلفية؟ - أناس طيبون ولكنهم حديثو العهد فى المعترك السياسى ولم يستعينوا بأصحاب الخبرات، وهذا خطأ كبير، أما حزب النور فأمسك العصا من المنتصف، وللأسف السفارة الأمريكية دست بينهم رجلاً اسمه عماد عبدالغفور الذى كان يترأس الحزب وأحدث فتنة بين السلفيين وانقسموا حزبين. و«النور» الآن بدأ يأخذ مساراً وطنياً إسلامياً، عكس فترة عبدالغفور ويعيد ترتيب أوراقه. ■ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية فى حوار سابق لـ«الوطن» اعتبر المساس بالمادة الثانية والمادة 219 فى التعديلات الدستورية نقضاً للعهود؟ - مع احترامى للشيخ ياسر برهامى، تحذيره بعدم الاقتراب من المادة الثانية والمادة المفسرة لها نوع من التضليل.
المصدر : الوطن