رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولكِن إِذا دُعيتَ فامَضِ إلى المَقعَدِ الأَخير، واجلِسْ فيه، حتَّى إِذا جاءَ الَّذي دَعاكَ، قالَ لكَ: قُمْ إلى فَوق، يا أَخي. فيَعظُمُ شَأنُكَ في نَظَرِ جَميعِ جُلَسائِكَ على الطَّعام. "المَقعَدِ الأَخير" فتشير إلى التواضع، ونعمة لمن يعرف أنَّ المركز هو خدمة. والمسيح يُعلمنا أن نصير مثله متواضعين، ونختار المكان الأخير؛ وحين نأخذ المَقعَدِ الأَخير نجد المسيح هناك، ونشعر بوجوده بجانبنا. إن دعانا الربّ إلى المقعد الأخير، فذلك لأنّه هو نفسه اتّخذ لنفسه ذلك الموضع، ويُريدنا أن نحمل سماته فينا حتى نقدر أن نلتقي معه. بمعنى آخر، سعْينا للمتكأ الأخير لا يقوم على شعور بالنقص، وإنَّما عن حب حقيقي للمسيح صاحب المتكأ الأخير. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "رفض يسوع طلب الأماكن المرموقة، وإنما بحث عن الأماكن المتضعة". وفي الواقع، لا أحد منا يرغب أن يكون في المرتبة الأخيرة، وهذا الأمر واضح في موقف الرسل الذين واجهوا مشاكل مشابهة إذ "وَقَعَ بَينَهم جِدالٌ في مَن يُعَدُّ أَكبَرَهم. فقالَ يسوع لَهم" أَمَّا أَنتُم فلَيسَ الأًمْرُ فيكُم كذَلِكَ، بل لِيَكُنِ الأَكبَرُ فيكم كأَنَّه الأَصغَر، والمُتَرَئِّسُ كأَنَّه الخادم (لوقا 22: 24-26)؛ كذلك واجهت الجماعة المسيحية الأولى أيضا نفس المشكلة كما جاء في تعليق يعقوب الرسول "إذا دَخَلَ مَجمَعَكم رَجُلٌ بِإِصبَعِه خاتَمٌ مِن ذَهَبٍ وعلَيهِ ثِيابٌ بَهِيَّة، ودَخَلَ أَيضًا فَقيرٌ علَيه ثِيابٌ وَسِخَة، فالتَفتُّم إلى صاحِبِ الثِّيابِ البَهِيَّة وقُلتُم له: ((اِجلِسْ أَنتَ ههُنا في الصَّدْر))، وقُلتُم لِلفَقير: ((أَنتَ قِفْ)) أَو ((اِجلِسْ عِندَ مَوطِئِ قَدَمَيَّ" (يعقوب 2: 1-3) |
|