لا تَخَفْ أَيُّها القَطيعُ الصَّغير، فقد حَسُنَ لدى أَبيكم أَن يُنعِمَ عَليكُم بِالمَلَكوت
"القَطيعُ" فتشير إلى استعارة مألوفة في العهد القديم لتمثيل شعب الله (التكوين 48: 15) طبّقها يسوع على إسرائيل (متى 9: 36) وعلى اليهود الخاطئين (متى 10: 6) وعلى فريق التلاميذ (لوقا 12: 32). شبّه المسيح تلاميذه بالخراف، لأنه هو راعيهم الصالح (يوحنا 10: 11). ويُعتبر القطيع "صغير"، لأنه مختار، كما قال السيد المسيح "أَنَّ جَماعَةَ النَّاسِ مَدْعُوُّون، ولكِنَّ القَليلينَ هُمُ المُخْتارون" (متى 22: 14). والمختارون هم أمناء الرب، وأمناء الرب ليسوا العدد الأوفى بين البشر، هؤلاء يُسمّيهم الكتاب المقدّس "البقيّة الأمينة" أو "البقيّة الباقية" (رومة 9: 27)، إنّهم الذين أخضعوا مشيئتهم لمشيئة الله، وقبلوا دعوته تعالى، هم الأمناء للرب وليس لديهم دولة ولا سلطة وسط عالم كبير لكن لديهم أعداء أشداء كثيرون؛ ويُعلق القديس كيرلس الكبير "إنه القطيع الصغير في عيني العالم، لكنه على صدر الله يتمتع بنعمته الإِلهيَّة"