رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* اليوم العاشر * ( تأمل في القديس يوسف النجار) لقد تأملنا حتى الآن في أمجاد مار يوسف و علائقه بالأقانيم الألهية الثلاثة وبأبن الله الصائر انساناً وبمريم العذراء الكلية القداسة . أما اليوم فلنتأمل في صفة مار يوسف ، أعني في حالته الفقرية . ان يوسف كان بعرق جبينه يكسب قوت يومه و لكن ما أسمى حالته تلك في نظر الايمان . انه كان من ذرية داؤد ، وقد ورثَ عن أجداده كل حقوق الملوكية ، ومع ذلك فقد وُلدَ فقيرا و تعلم حرفة النجارة و زاولها طول حياته . ولم تكن تلك الحرفة لكسب قوته فقط بل كانت ايضا لأعاشة مخلص العالم .لقد أحتقر المخلص رفاهية العيش و ظواهر الحياة وأراد أن تكمل مهمته تحت ستر الفقر و مابين الاتعاب لذلك حتم أن يكون مربيه و المحسوب لدى الناس أباه من الطبقة الوضيعة ، يشاطره محنه و مرائر عيشه . لذلك فكان اليهود يحتقرون يسوع و أباه بقولهم :اننا نعرف أباه حق المعرفة . أليس هو ابن يوسف النجار ؟ نعم ان القديس يوسف رجل “الله”، والوصي على ابن “الله، و خطيب والدة المسيح ، كان نجارا يكد ويتعب لكسب قوت عائلته و هو فرح ومسرور بحالته بما جعلته شبيهاً بأبن “الله الذي انتخب الفقر نصيبا له و الضِعةَ حصتهُ ،لنتصور البيت المبارك حيث كانت تسكن العائلة المقدسة بعيدة عن ضوضاء العالم .ان هذا البيت رغم صغره وبساطته كان من أعظم القصور وأفخمها لأنه كان يأوي الله ملك الملوك ، وملكة الملائكة و أمين خزائن الله طغمات الملائكة كانت تُحيط به كحرس الشرف ومن أعلى عرشه كان الله يرمقه بحنان و سرور عظيمين . ليس هنالك سوى فقر وصلاة وشغل . ليس في ذلك البيت البسيط سوى أم مهتمة بأشغال البيت و أب يحصل بكد يمينه و بعرق جبينه قوت يومه و أبن يسمع و يطيع و هذا كله ما كان في ذلك البيت قدس الاقداس . نعم ان هذا كان خفياً عن أعين البشر الكليلة التي لا ترى سوى خارج الاشياء . ولكن الله كان يرى هناك أعجب و أجمل ما صنعته يمينه القديرة . في ذلك البيت ، الايمان كان يرى عظائم الرحمة التي تعهدت ان تصالح السماء مع الارض و تمنح الجنس البشري مخلصه المنتظر منذ أربعة آلاف سنة . و ذلك المخلص المنتظر كان الطفل الصغير المهتم بخدمة أمه ، كان ذاك الصبي الخاضع لنجار مسكين يشاطره أشغاله الشاقة هو الذي أنشأ العالم من العدم ،هو الذي بيده القديرتين ملأ الفضاء معجزات و عجائب ! يا يوسف النجار هل من شرف يُضاهي شرفك؟ لقد علمت أبن الله حرفة النجارة لقد أخضعت لشريعة الشغل المكفرة عن الخطيئة ، ذاك الذي صار ضحية خطايا العالم ! ما أعظمك في تواضعك ! ما أهيبك في مهنتك البسيطة ! ما أوقرك في حانوت يخدمك فيه أبن الله و يخضع لأوامرك ويتعلم منك . ...............خبر ..........… نقل أحد الكهنة الورعين الخبر التالي عن رجل في خورنيته قال : كان في خورنيتي رجل غير مؤمن و عنيد . فاتحته مراراً بأمر رجوعه إلى حضن الكنيسة و لكن دون جدوى ففي شهر آب سنة 1871 أصيب ذلك المسكين بمرض عضال عجز نطس الأطباء عن شفائه . فأستدعاني أهله لأفاتحه أيضا بأمر خلاص نفسه ، لكنه أنكر عليٌ الكلام ورفض المباحثة بهذا الشأن . فقصدت ان أقدم الذبيحة الألهية على نيته و حرضت عائلته على الاشتراك معي بالصلاة إلى القديس يوسف .فأوقدت الشموع أمام صورته ووعدته بأن أذيع خبر هذه النعمة اذا نالها لي من مراحم الله . فكان كما اردت لاني عندما رجعت ثانية رأيتُ المريض مستعدا لأقتبال نصائحي و العمل بها . فجحد ضلاله و كل ما كان يعتقد به من مبادئ فاسدة و تعاليم كاذبة و قَبِلَ أسرار الكنيسة بقلب منسحق بالندامة . وبعد 12 ساعة أْْسلم روحه بيد خالقها . فالشكر للقديس يوسف الذي أوعب قلوبنا فرحا بهذا الحادث العجائبي . ..........… إكـرام ...........… لا تغتم إن كنت من أصل وضيع او في حالة فقيرة او ملتزما بأشغال شاقة لكسب قوت عائلتك ، بل تذكر نجار الناصرة و منه تعلم ان تشكر الله و تقدم له أتعابك و صلِ لأجل الفعلة والفقراء . ......… صـلاة ..........… يا نجارا أرفع قدرا من الملوك يامن صار له الحظ الفريد بأن يُقيت باري البرايا و مُقيتها . يليق بكل البشر بل يجب عليهم ان يقدموا لك آيات الشكر والحمد على الاتعاب التي قاسيتها حباً ليسوع المسيح مُخلصنا و لمريم العذراء أمنا الحنونة . ليت لي ألسنة الملائكة و البشر لأعرب لك عن حاسيات معرفة جميلهم و ليت لي قلوبهم لاقدم لك عواطف حبهم ، لأننا مدينون لك بعد مريم بالدم الثمين الذي أريق على الصليب لأجل أفتدائنا . فلا تسمح ان يكون ذلك الدم الثمين مهرقا من أجلنا سدى بل استمد لنا ان نستقي من جروحات يسوع النعم الفعالة لخلاصنا ، فنستحق ان نشكر لك يوما في السماء مع يسوع و مريم على جميع أتعابك و أوجاعك التي أحتملتها في سبيلهما وان نعظمك مع الملائكة و القديسين الى أبد الآبدين آمين . |
|